للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقام بتنفيذ هذا المخطط الاستعماري في مصر الصحفيون المسيحيون، وفي مقدمتهم فارس نمر ويعقوب صروف (١)، وشاهين مكاريوس الذين أسسوا دار المقطم (٢) للصحافة.

وأصدروا ثلاثة صحف:

- مجلة المقتطف العلمية سنة ١٨٨٥.

- مجلة اللطائف الأدبية سنة ١٨٨٦.

- صحيفة المقطم السياسية سنة ١٨٨٩.

وقد تربى أصحاب المقطم الثلاثة في أكبر مدرسة تبشيرية في الشرق، وهي الكلية الأمريكية في بيروت واقترن أحدهم، وهو فارس نمر عام ١٨٨٨ بابنة قنصل انجلترا بالإسكندرية، وسافر إلى انجلترا واجتمع بكبار السياسيين الإنجليز، وشرب أفكارهم قبل إصدار جريدة المقطم بعام ليبثوا فيه الأفكار التي يجب أن ينفثها للمصريين.

ثالثا: التخلف والتفكك المجتمعي العام.

عاشت الإمبراطورية العثمانية حالة من الضعف والتدهور العام، حتى لقبت بالرجل المريض.

فسَهُل على الغرب تفكيكها وتقسيمها وفرض شروطه عليها. وكانت العلمانية هي الشرط الأكيد الذي سعت إلى زرعه وإنباته داخل المنطقة.


(١) وانظر العلمانية في الإسلام (٥٨ - ٦٥ - ٦٦).
(٢) المقطم هو الجبل الذي نقلت منه الأحجار التي بنيت منها الأهرامات، يقصدون بذلك تذكير المصريين بمجد الفراعنة لا بمجد الإسلام.

<<  <   >  >>