للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدقة والصواب، متجنبا التحريف والخلط. وأن يعمل على تهذيب المتعلم، وحثه على الفضائل، وزجره عن الرذائل، وأن يتقبل النقد ومخالفة الرأي، وأن يكون صبورا ذا حلم وعدل.

وأما المتعلم فهو مطالب، بحسن الخلق، وطهارة النفس ومقاومة الهوى، والتغلب على الشهوات، وأن يخلص في طلب العلم، ويصبر على البحث في مشكلاته، ويجد في تحصيله واثقا أن العلم لا ينتهي، وأن طلبه دائم ومتصل من المهد إلى اللحد.

ومجمل القول أن الدين الإسلامي، دين علم وثقافة وتقدم وأنه نقل الإنسانية من الظلمات إلى النور، وحضها على التزود الدائم من المعارف الدينية والدنيوية، وقد ترك العلماء المسلمون للبشرية تراثا ما زالت الأمم تغترف منه وتقتبس ولم تعرف أمة قبل الإسلام أو بعده أنتجت ما أنتجته الأمة الإسلامية في مختلف فروع العلوم والآداب، ومن يرد إحاطة ببعض ما خلفته هذه الأمة. فليقرأ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وتاريخ دمشق لابن عساكر، والذخيرة في محاسن الجزيرة, وجزيرة الأندلس لابن بسام، والإحاطة في أخبار غرناطة للسان الدين بن الخطيب، ونفح الطيب للمقري وابن خلكان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر، والضوء اللامع في رجاء القرن التاسع للسخاوي، وغير ذلك من كتب تاريخ البلدان وتراجم الأعيان التي لا يتسع المجال لحصرها هنا. ويكفي أن نعلم أن كتب العرب وحضارتهم ظلت مصدر العلم والمعرفة في جامعات أوروبا إلى أواخر القرن السابع عشر الميلادي.

<<  <   >  >>