للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجلد الشّيخ يسودّ ويبيضّ. ويقول المتطبّبون وناس من المتفلسفين:

الصّقلبي [١] من لم تنضجه الأرحام فهو فطير [٢] . وأرحام الزّنجيات جاوزت الإنضاج وأحرقت الأولاد.

واحتجّ بعضهم بقول عبيد الله بن زياد بن ظبيان، لعبد الملك بن مروان: أنا والله أشبه بأبي من التّمرة بالتّمرة، والجمرة بالجمرة، والذّباب بالذباب، والغراب بالغراب، ولكن إن شئت أخبرتك بالذي لا يشبه أباه.

قال: ومن ذلك؟ قال: الذي لم تنضجه الأرحام ولم يولد لتمام [٣] ، ولم يشبه الأخوال ولا الأعمام [٤] .

وعبيد الله بن زياد لم يرد معنى هذا المتطّبب إنّما ذهب إلى أن عبد الملك كان ولد لسبعة أشهر [٥] .

وكذلك عامر الشّعبيّ [٦] ، وكذلك جرير بن الخطفى، وكذلك


[١] الصقلبي: نسبة إلى صقلب، وهو موضع بصقلّية، وآخر بين بلغار والقسطنطينية.
وقد بين المسعودي خصائص الصقالبة في التنبيه والإشراف ص ٢٢.
[٢] فطير: لم ينضج. وفي الأصل: «قطين» صوابه من الحيوان ٣: ٢٤٥ وفيه: «فإن الصقلابي فطير خام» .
[٣] التمام بكسر التاء وفتحها: تمام الخلق، وذلك باستيفاء مدة الحمل.
[٤] الخبر في البيان ١: ٣٢٦ برواية واتجاه يخالف ما هنا. فارجع إليه.
[٥] يفهم من البيان أن عبيد الله بن زياد قاله لعبد الملك تعريضا به، وقد أحسن التخلص من ورطته بزعمه أنه يقوله ابن عمّ له يدعى سويد بن منجوف. وذلك في قصة طريفة.
[٦] هو أبو عمر، عامر بن شراحيل الشعبي الحميري، أحد التابعين الذين يضرب المثل بحفظهم. وكان نديما لعبد الملك بن مروان وسميرا له. وقد وجهه إلى ملك الروم فلما انصرف من عنده قال: يا شعبىّ، أتدرى ما كتب إلىّ به ملك الرّوم؟ قال: ما كتب؟ قال: كتب:
العجب لأهل ديانتك كيف لم يستخلفوا رسولك هذا! قلت: يا أمير المؤمنين، لأنه رآني ولم ير أمير المؤمنين! وكان يقول: أدركت خمسمائة من الصحابة. تهذيب التهذيب، وصفة الصفوة ٣: ٤٠- ٤١، وتاريخ بغداد ١٢: ٢٢٧- ٢٣٤. وفي المعارف ٢٥٧: «الشعبي-

<<  <   >  >>