للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بذلك الفرزدق بني سعد لقربهم من التّمر فقال:

ولست بسعديّ على فيه حبرة ... ولست بعبديّ حقيبته التّمر [١]

ولكّنني من دار وهب بن مالك ... وليس بحمد الله والدي الفزر

والفزر هو سعد نفسه [٢] .

وأمّا البرش الذي يعتري الأظفار فإنّ ذلك شيء يعتري الأظفار في حداثة السن. والسّواد يعتري الناس كثيرا في مواضع في جلودهم، يعتري الخصى والمذاكير، وربّما اعترى جلود الآباط وجلد العجمان.

وإذا كبر الشيخ جدا وصلع وطال عمره [٣] ، عاد لرأسه شعر أسود كالقنازع [٤] ، وقال الشاعر [٥] ، وهذا الشعر مبهم:

لنصر بن دهمان الهنيدة عاشها ... وعشرون حولا ثم قوّم فانصاتا [٦]


[١] في الديوان ٢٣٨- ٢٣٩.
إني من القوم الرقاق نعالهم ... ولست بحمد الله والدى الفزر
ولست بعبدىّ على فيه حبرة ... ولست بسعدىّ حقيبته التمر
والحبرة، بالكسر: صفرة الأسنان. وفي الأصل: «خبزة» ، تحريف.
[٢] هو سعد بن زيد مناة بن تميم، واشتقاق اسمه من قولهم: فزرت الشيء، إذا صدعته. الاشتقاق ٢٤٥. وانظر جمهرة ابن حزم ٢١٣، والمعارف ٣٧، والقصد والأمم لابن عبد الله ٧٧، ٨٠. وقيل سمي الفزر لأنه كانت له معزى ورفض بنوه أن يرعوها، فغضب ووافى بها الموسم في عكاظ وأنهبها الناس قائلا، من أخذ منها واحدة فهي له، ولا يؤخذ منها فزر، وهو اثنان فأكثر. فتفرقت إبله في العرب وصارت مثلا لما يدرك فقيل: «لا آتيك معزى الفزر» «ولا أفعل ذلك الفزر» «وحتى تجتمع معزى الفزر» انظر الميداني ٢: ١٤٦، والمستقصى للزمخشري ٢: ٥٧، ٢٥١، واللسان (فرز ٣٦٠) .
[٣] في الأصل: «وعاد» .
[٤] القنازع: جمع قنزعة، وهي الخصلة من الشعر تترك على رأس الصبي.
[٥] هو سلمة بن الخرشب الأنماري، أو عياض بن مرداس. المعمرين ٦٤، وحماسة البحتري ١٣٩. واللسان (صيت، هند) . وانظر الميداني في (أعمر من نصر) .
[٦] قال السجستاني: عاش نصر بن دهمان بن بصار بن بكر بن سليم بن أشجع مائة-

<<  <   >  >>