للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي العرمس الوجناء وابن ملمة ... وجأش على ما يحدث الدهر خافض١

وكذلك ورد في شعر أبي الطيب المتنبي كقوله:

ومهمة جبته على قدمي ... تعجز عه العرامس الذلل٢

فلفظة المهمة والعرامس لا يعاب استعمالها في الشعر، ولو استعملا في كتاب أو خطبة كان استعمالها معيبا، وكذلك ما يشاكلهما ويناسبهما من الألفاظ، وكل ذلك قد ضبطته بضوابط وحددته بحدود تفصله من غيره من الألفاظ فليؤخذ من المقالة الأولى، ولولا خوف التكرار لأعدته ههنا.

الثالث: أن الشاعر إذا أراد أن يشرح أمورا متعددة ذوات معان مختلفة في شعره واحتاج إلى الإطالة بأن ينظم بيت أو ثلاثمائة أو أكثر من ذلك فإنه لا يجيد في الجميع، ولا في الكثير منه، بل يجيد في جزء قليل، والكثير من ذلك رديء غير مرضي، والكاتب لا يؤتي من ذلك، بل يطيل الكتاب الواحد إطالة واسعة تبلغ عشر طبقات من القراطيس، أو أكثر، وتكون مشتملة على ثلاثمائة سطر أو أربعمائة أو خمسمائة، وهو مجيد في ذلك كله، وهذا لا نزاع فيه لأننا رأيناه، وسمعناه وقلناه.


١ من قصيدته في مدح دينار بن عبد الله التي مطلعها:
مهاة النقا لولا الشوى والمآيض ... وإن محض الإعراض لي منك ما حض
"الديوان ٢/ ٢٩٤" وبالديوان "هي الحرة".
الحرة: الجيدة. العرمس: الناقة الصلبة. الوجناء: الناقة الشديدة. الملم: الشديد من كل شيء، والملمة الشديدة. الجأش: النفس أو القلب "تاج العروس": خافض: الخفض الدعة وعيش خافض ناعم وادع.
٢ من قصيدته في مدح بدر بن عمار "الديوان ٢/ ٤٠٥".
مهمة: فلاة. العرامس: جمع عرمس وهي الناقة الصلبة الشديدة. الذلل: المذللة بالعمل الروضة بالسير، جمع ذلول للمذكر والمؤنث.

<<  <  ج: ص:  >  >>