للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى المعاذير هنا على غير معنى قول الله تبارك وتعالى في القرآن:

بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ. وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ

. والمعاذير هاهنا:

الستور.

وقال: أراد رجل الحج فسلم شعبة بن الحجاج فقال له: أما إنك إن لم تعدّ الحلم ذلا، ولا ألسفه أنفا، سلم لك حجك.

وقالوا: وكان علي رضي الله عنه بالكوفة قد منع الناس من القعود على ظهر الطريق، فكلموه في ذلك فقال: أدعكم على شريطة. قالوا: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال غضّ الأبصار، وردّ السلام، وإرشاد الضال. قالوا: قد قبلنا. فتركهم.

وكان نوفل بن أبي عقرب، لا يقعد على باب داره، وكان عامرا بالمارة فقيل له: إن في ذلك نشرة «١» ، وصرف النفوس عن الأماني، واعتبارا لمن اعتبر، وعظة لمن فكر. فقال: إن لذلك حقوقا يعجز عنها ابن خيشمة.

قالوا: وما هي؟ قالوا: غض البصر، ورد التحية، وإرشاد الضال، وضم اللقطة، والتعرض لطلاب الحوائج، والنهي عن المنكر. والشغل بفضول النظر، الداعية إلى فضول القول والعمل، عادة إن قطعتها اشتدت وحشتك لها، وإن وصلتها قطعتك عن أمور هي أولى بك منها.

وقال الفضيل بن عياض، لسفيان الثوري دلّني على جليس أجلس إليه.

فقال هيهات، تلك ضالة لا توجد.

وقيل لبعض العلماء: أيّ الأمور أمتع: فقال: مجالسة الحكماء ومذاكرة العلماء.

وقيل لعبد الرحمن بن أبي بكرة: أي الأمور أمتع؟ فقال: الأماني.

<<  <  ج: ص:  >  >>