للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وقال أعرابي: «إن المسافر ومتاعه لعلى قلت «١» إلا ما وقى الله» .

وقالوا: السفر قطعة من العذاب، وصاحب السّوء قطعة من النار.

قال: وجلس معاوية بالكوفة يبايع الناس على البراءة من علي رحمه الله، فجاءه رجل من بني تميم، فأراده على ذلك فقال: يا أمير المؤمنين، نطيع أحياءكم ولا نبرأ من مرتاكم. فالتفت إلى المغيرة فقال: إن هذا رجل، فاستوص به خيرا.

وقال الشاعر:

قالت أمامة يوم برقة واصل ... يا ابن الغدير لقد جعلت تغير

أصبحت بعد زمانك الماضي الذي ... ذهبت شبيبته وغصنك أخضر

شيخا دعامتك العصا ومشيّعا ... لا تبتغي خبرا ولا تستخبر

قالوا: وكان شريح في الفتنة يستخبر ولا يخبر، وكان الربيع بن خثيم لا يخبر ولا يستخبر، وكان مطرّف بن عبد الله يستخبر ويخبر. قالوا: فينبغي أن يكون أعقلهم.

قال أبو عبيدة: كان ابن سيرين لا يستخبر ولا يخبر، وأنا أخبر وأستخبر.

وقال أبو عمرو بن العلاء لأهل الكوفة: لكم حذلقة «٢» النّبط وصلفهم، ولنا دهاء فارس وأحلامها.

وأنشد للحارث بن حلزة اليشكري:

لا أعرفنك إن أرسلت قافية ... تلقي المعاذير إن لم تنفع العذر

إن السعيد له في غيره عظة ... وفي التجارب تحكيم ومعتبر

<<  <  ج: ص:  >  >>