للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يصلِّي قتلى أُحدٍ (١)، قال: "أنَّهم يبعثون يوم القيامة جروحهم تشخب دماءً، اللَّون لون الدَّم وريح ريح السُّكر" (٢)؛ لأنَّه مكلَّف ظاهرًا قُتِلَ ظلمًا، لم يستحق عن نفسه بدلٌ، ولم يصر إلى حال التَّمرُّض فأشبه على قتلى أُحد] (٣).

مناسبة هذا الباب بباب قبله (٤): وهو أنَّ الشَّهيد ميتٌ عند الخلق، حيٌ عند الله تعالى، فيكون ميتًا من وجهٍ وما سبق ميتٌ (٥) من كلِّ وجهٍ فيكون مناسبةٌ بينهما.

حكم الشَّهيد يخالف سائر الموتى في التَّكفين، فإنَّه يكفّن بثوبه (٦) الذي عليه، وينزع عنه الفرو والحشو والسِّلاح، كيلا يلزم التَّشبه بالكفَّار، فإن الكفَّار يدخلون في القبر مع الفرو والسِّلاح.


(١) البخاري، صحيح البخاري (مرجع سابق)، كتاب: الجنائز، باب: الصَّلاة على الشَّهيد، (٢/ ٩١)، رقم الحديث: ١٣٤٣. ونضُه: عن جابر بن عبد اللَّه -رضي الله عنه-، قال: كان النَّبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين الرجلين من قتلى أحدٍ في ثوبٍ واحدٍ، ثمَّ يقول: "أيهم أكثر أخذًا للقرآن "، فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: "أنا شهيدٌ على هؤلاء يوم القيامة"، وأمر بدفنهم في دمائهم، ولم يغسلوا، ولم يصلِّ عليهم.
(٢) البخاري، صحيح البخاري (مرجع سابق)، كتاب: الذبائح والصَّيد، باب: المسك، (٧/ ٩٦)، رقم الحديث: ٥٥٣٣، ونصُّه: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مكلومٍ يكلم في سبيل الله إلاَّ جاء يوم القيامة وكلمه يدمى، اللَّون لون دم، والرِّيح ريح مسكٍ ".
(٣) ما بين المعكوفتين سقط من (ب)، (خ).
(٤) في (ب): "قوله ".
(٥) في (ب): "ميت".
(٦) في (ب): "في ثوبه".

<<  <  ج: ص:  >  >>