للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسألا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنها، فقال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "إن القرآن نزل على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن المراء فيه كفر" ١.

وعن الأعمش قال: "قرأ أنس هذه الآية: "إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلًا"٢، فقال له بعض القوم: يا أبا حمزة، إنما هي "وأقوم" فقال: أقوم وأصوب وأهيأ واحد"٣.

وعن محمد بن سيرين قال: نُبِّئت أن جبرائيل وميكائيل أتيا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له جبرائيل: اقرأ القرآن على حرفين، فقال له ميكائيل: استزده، قال: حتى بلغ سبعة أحرف، قال محمد: "لا تختلف في حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي هو كقولك: تعال، وهلم، وأقبل"، قال: وفي قراءتنا: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} ٤, في قراءة ابن مسعود: "إن كانت إلا زقية واحدة"٥.

ويُجاب عن الرأي الثاني "ب" الذي يرى أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب نزل عليها القرآن, على معنى أنه في جملته لا يخرج في كلماته عنها فهو يشتمل في مجموعه عليها - بأن لغات العرب أكثر من سبع، وبأن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي من لغة واحدة، وقبيلة واحدة، وقد اختلفت قراءتهما. ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، فدل ذلك على أن المراد بالأحرف السبعة غير ما يقصدونه، ولا يكون هذا إلا باختلاف الألفاظ في معنى واحد، وهو ما نرجحه.

قال ابن جرير الطبري بعد أن ساق الأدلة، مبطلًا هذا الرأي: "بل الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، هن لغات سبع في حرف واحد، وكلمة واحدة،


١ رواه أحمد في "المسند" ورواه الطبري، ونقله ابن كثير في "الفضائل" والهيثمي في "مجمع الزوائد". وقال: رجاله رجال الصحيح.
٢ المزمل: ٦ بلفظ "وأقوم".
٣ رواه الطبري، وأبو يعلى، والبزَّار، ورجاله رجال الصحيح.
٤ يس: ٢٩، ٥٣.
٥ رواه الطبري، ومحمد -هو ابن سيرين التابعي- فالحديث مرسل.

<<  <   >  >>