للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالوا: جريب وأجربة وكثيب وأكثبة، ويجوز في القياس جمعه على فعلان نحو خمسان، كما قيل: كثيب وكثبان ورغيف ورغفان.

وقال يونس: أخمسة في الأيام، وأخمساء في الخمس، تقول: إذا أخذ الخمس قد أخذ أخمساء في ماله. فأما الجمعة فإنّها إذا جمعتها لأدنى العدد كانت بالتّاء: ثلاث جمعات، أتبعت الضمّة مثل ظلمات، وإن أسكنت فقلت جمعات وظلمات كما أسكن عضد وعضد وعنق وعنق جاز وإن شئت فتحت فقلت ثلاث جمعات وظلمات. وقال النّابغة:

ومقعد أيسار على ركبانهم ... ومربط أفراس وناد وملعب

وإن شئت قلت ثلاث جمع كما تقول: ثلاث ظلم وثلاث برم. وإن شئت كان ذلك لكثير. وأيّام العجوز سبعة كما قال:

كسع الشّتاء بسبعة غير ... أيّام شهلتها من الشّهر

فبآمر وأخيه مؤتمر ... ومعلّل ومطفي الجمر

فإذا مضت أيّام شهلتها ... بالصّن والصّنبر والوبر

ذهب الشّتاء مولّيا هربا ... وأتتك واقدة من النّجر

قال أبو سعيد: سمّيت هذه الأيام غبرا للغبرة والظّلمة. والشّهلة العجوز. وآمر سمّيت بذلك لأنّه يأمر الناس بالحذر منه، وسمّي مؤتمر لأنّه يأتمر بالنّاس أي يرى لهم الشّر ويؤذيهم. ومنه قول امرئ القيس:

أجاز ابن عمر وكأنّي خمر ... ويعدو على المرء ما يأتمر

وسمّي (صنا) لشدّة البرد. والصّن البرد. وسمّي (صنبرا) لأنّه يترك الأشياء من البرد كالصّرة في الجمود، وكلّ ما غلظ فقد استصبر. وسمّي (وبرا) لأنّه وبر آثار الأشياء أي عفا.

(والتّوبير) المحو والإخفاء، كتوبير الأرنب، وهو أن يمشي في حزونه لا يوقف على أثره، وسمّي (مطفي الجمر) بذلك لأنّ شدّة البرد تطفىء الجمر. (ومعلّل) سمّي بذلك لأنّه يعلّل النّاس بتخفيف البرد. (والنّجر) وقدة الحر، ومنه قيل شهر ناجر. فهذا ما قاله أبو سعيد الضّرير، ومن النّاس من يقول في أيّام العجوز هي: المسترقة في أوّل الشّتاء. ومنهم من يجعلها في آخر الشّتاء ويسمّيها أيّام الشهلة. ومنهم من يعدّها خمسة، ومنهم من يعدّها سبعة على ما تقدم. وحكي أنّ الكسائي سأله الرّشيد عن سببها، فقال: كانت امرأة من العرب قد اهترمت، وكان لها سبعة أولاد فقالت لهم: زوّجوني زوّجوني زوّجوني وهم يضربون عنها ولا يكترثون لها فأنشأت تقول شعرا:

أيا بنيّ إنّني لناكحة ... فإن أبيتم إنّني لجامحه

<<  <   >  >>