للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هان عليكم ما لقيت البارحه ... من الهياج وحكال الوامحه

ويروى الفاضحة. وقيل: أرادت بالوامحة الواحمة أي المشتهية من قولهم: وحمت المرأة توحم وحما وهي امرأة وحمى، فقالوا لها: بيتي لنا سبع ليال على ثنية هذا الجبل لكل ابن ليلة لنزوّجك بعد ذلك، فجاؤوها بعد السّابعة وقد انقضت.

(فمن عدّها) سبعة فقال: هي: صن «١» وصنبر- ووبر- وآمر- ومؤتمر- ومعلّل- ومطفي الجمر- (ومن عدّها) خمسة قال هي: صن- وصنبر واختهما وبر- ومطفي الجمر- ومكفي الظّعن.

وقال أبو سعيد الضّرير: سمّيت أيام العجوز لأنّ العرب جزّت الأصواف والأوبار مؤذنة بالصّيف، وقالت عجوز منهم لا أجزّ حتى تنقضي هذه الأيّام فإنّي لا آمنها، فاشتدّ البرد لها، وأضرّ بمن قد جزّ وسلمت العجوز بما لها.

وقال أحمد بن يحيى: الصّحيح أنّ العجوز عجلت بجزّ صوفها لحاجتها إليه وثقتها بالحر، فجاء البرد وموّتت غنمها، وكانت سبعة فماتت كلّ يوم واحدة فمن جعلها سبعة فلهذه العلّة، وإلّا فبرد العجوز ربّما بقي عشرة أيام أو أكثر.

وقال أحمد بن يحيى: (معتدلات سهيل) بإزاء (برد العجوز) (والكسع) ضرب الضّرع بالماء البارد حتى لا يدر، وكسع الشّتاء ضرب آخره بهذه الأيّام. و (الشّهلة) العجوز، وتشهّل الغلام إذا تغيّر بخروج لحيته أو لغير ذلك. قوله (بآمر) أي بيوم استعدّ فيه للبرد كأنّه أمر بذلك. و (مؤتمر) أي ايتمر للّذي أمره بذلك فقبله وقوي برده. و (معلّل) من العلل وهو شرب بعد شرب كأنّه جاء ببرد بعد برد (ومطفي الجمر) أي لشدّة البرد لا يكون للجمر ثبات. (والصّن) المتكمّر برد شديد، (والصّنبر) مثل ذلك. (والوبر) يكون من الوبر الذي احتيج إليه من البرد. (والوقدة) شدّة الحرّ من الوقود وهو النّار. (والنّجر) شدّة العطش.

(وشهرا ناجر) تموز وحزيران.

وقال الضّرير في قول أبي عبيدة في الكسعة إنّها الحمير إنّه خطأ، لأنّ الكسعة تقع على الإبل والبقر العوامل والحمير والرقيق لأنّها تكسع بالعصا، أي تساق أو بالخب، فكيف جعلها حميرا وحدها؟ ومما يصدّق ما قلنا قول الشاعر في أيّام العجوز كسع الشّتاء، يريد كسعت أيّام العجوز الشّتاء كما تكسع السّيقة إلى حيث يراد بها، ويقال: إنّ يومنا لصنبر،

<<  <   >  >>