للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من جميع البلاد، وسار يطلب جبلة؛ فلمّا علم الفرنج بخروجه كفّوا عن ذلك.

وكان السلطان بلغه وصول عماد الدين صاحب سنجار ومظفّر الدين [بن] زين الدين صاحب إربل وعسكر الموصل إلى حلب قاصدين خدمته والغزاة معه؛ فسار السلطان نحو حصن «١» الأكراد حتى اجتمع بالمذكورين [و] تقوّى بهم للغاية» . انتهى كلام ابن شدّاد.

وقال القاضى شمس الدين بن خلّكان: «وفى يوم الجمعة رابع جمادى الأولى دخل السلطان (يعنى صلاح الدين) بلاد العدوّ على تعبئة حسنة ورتّب الأطلاب، وسارت الميمنة أوّلا ومقدّمها عماد الدين زنكى، والقلب فى الوسط، والميسرة فى الأخير ومقدّم الميسرة مظفّر الدين بن زين الدين صاحب إربل، فوصل إلى أنطرطوس «٢» يوم الأحد سادس جمادى الأولى، فوقف قبالتها ينظر إليها فإنّ قصده مجبلة، فاستهان أمرها وعزم على قنالها فسيّر من ردّ الميمنة، وأمرها بالنزول إلى جانب البحر، والميسرة على الجانب الآخر، ونزل هو موضعه والعساكر محدقة بها من البحر إلى البحر، وهى مدينة راكبة على البحر ولها برجان، فركبوا وقاربوا البلد وزحفوا عليها، واشتدّ القتال فما استتمّ نصب الخيام حتّى صعد المسلمون سورها وأخذوها بالسيف، وغنم المسلمون جميع ما فيها، وأحرق البلد وأقام عليها إلى رابع عشر جمادى الأولى، وسلّم أحد البرجين إلى مظفّر الدين، فما زال يحار به حتىّ أخربه. وحضر إلى السلطان ولده الملك الظاهر بعساكر حلب، لإنّه كان طلبه فجاء بعساكر عظيمة. ثم سار السلطان يريد جبلة فوصلها فى ثانى عشر جمادى الأولى،