للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سادس «١» جمادى الاخرة، وقاتلوها قتالا شديدا إلى يوم الجمعة تاسع الشهر ففتحها عنوة، فقتل أكثر من بها وأسر الباقون، وغنم المسلمون جميع ما كان فيها، ولها قلعة تسمّى الشّغر «٢» ، وهى فى غاية المنعة يعبر إليها بجسر وليس عليها طريق، فسلّطت المجانيق عليها من جميع الجوانب، فرأوا أن لا ناصر لهم فطلبوا الأمان فى يوم الثلاثاء ثالث عشر الشهر. ثم سار السلطان الى برزيه «٣» ، وهى أيضا من الحصون المنيعة فى غاية القوّة يضرب بها المثل، ويحيط بها أودية من جميع جوانبها، وعلوّها خمسمائة ونيّف وسبعون ذراعا، وكان نزوله عليها يوم السبت الرابع والعشرين من الشهر، فقاتلوها حتّى أخذوها عنوة فى يوم الثلاثاء السابع والعشرين منه. ثم سار السلطان إلى دربساك «٤» فنزل عليها يوم الجمعة ثامن رجب، وهى قلعة منيعة فقاتلها قتالا شديدا حتى أخذها وترقّى العلم الإسلامىّ عليها يوم الجمعة الثانى والعشرين من رجب، وأعطاها للأمير علم الدين سليمان بن جندر، وسار عنها بكرة يوم السبت الثالث والعشرين من رجب ونزل على بغراس، وهى قلعة حصينة بالقرب من أنطاكية، وقاتلها قتالا شديدا حتّى صعد العلم الإسلامى عليها فى ثانى شعبان؛ وراسله أهل أنطاكية فى طلب الصلح فصالحهم لشدّة ضجر العسكر؛ فكان الصلح بينهم على أن يطلقوا كلّ أسير عندهم لا غير، والصلح إلى سبعة أشهر؛ فإن جاءهم من ينصرهم وإلّا سلّموا البلد.