للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأيضا قال الشافعي: الوراق يأكل من دية عينيه١.

وقال أيضا الشافعي: لو يعلم الناس ما في الكلام لفروا منه كما يُفر من الأسد٢.

وقيل للشافعي: قد أوتيت لسانا وبيانا فلم لا تناظر أهل الكلام؟ قال: لأني إذا ناظرت في الفقه فأكثر ما يقال لي أخطأت، وكذلك أقول لهم أخطأت، وفي الكلام يقال لي: كفرت٣.

قال عبد الله بن عبد الرحمن الزجاج: رأيت الشافعي بنصيبين قبل


١ البيهقي في المناقب ٢/١٢٣.
٢ أبو نعيم في الحلية ٩/١١١، والذهبي في سير الأعلام ١٠/١٦، ١٨.
٣ البيهقي في مناقب الشافعي ١/٤٦٠، والذهبي في سير الأعلام ١٠/٢٨، وبنحوه ابن أبي حاتم في آداب الشافعي ص١٨٥.
وقد اتفق السلف الصالح - رحمهم الله تعالى- وتواترت النصوص عن الأئمة في ذم علم الكلام والنهي عنه، والتحذير منه، وتجهيل أهله والتحذير منهم. وإليك نصيحة إمام أهل السنة أحمد بن حنبل في ذلك فقال: "عليكم بالسنة والحديث، وما ينفعكم الله به، وإياكم والخوض والجدال والمراء، فإنه لا يفلح من أحب الكلام، وكل من أحدث كلاما لم يكن آخر عمره إلا إلى بدعة، لأن الكلام لا يدعو إلى خير، ولا أحب الكلام ولا الخوض ولا الجدال، وعليكم بالسنن والآثار والفقه الذي تنتفعون به، ودعوا الجدال وكلام أهل الزيغ والمراء، أدركنا الناس ولا يعرفون هذا، ويجانبون أهل الكلام، وعاقبة الكلام لا تؤول إلى خير، أعاذنا الله وإياكم من الفتن، وسلَّمنا وإياكم من كل هلكة. اهـ
(ر: الإبانة الكبرى ٢/٥٣٩ للإمام الحافظ ابن بطة) .

<<  <   >  >>