كتاب المدخل إلي جامع الترمذي

مصطلح (الغريب) - الفصل الثامن عشر: أحاديث رويت بأسانيد ظاهرها الصحة توقف أبو عيسى في تصحيحها لغرابتها، وذلك لأن الغرابة تنزل من درجة الحديث - ج: 2 - ص: 642

وروى عبيد الله بن عمر، وغير واحد هذا الحديث عن سهيل، ولم يذكروا فيه عن أبي هريرة).

قلت: هذا الحديث صحيح، وإن كان المصنف توقف في تصحيحه بسبب أن عبيد الله بن عمر وغيره رووه عن سهيل ولم يذكروا عن أبي هريرة (١)، فهذا احتياط بالغ من المصنف، إذ قد وصله مالك (٢) وحماد بن زيد (٣) وسفيان (٤)، نعم لم يذكروا: (ثلاثًا).

وأخرجه مسلم (٥) من وجه آخر عن أبي صالح، عن أبي هريرة به، وفيه قصة.

والأمثلة في هذا كثيرة.

* * *

وقد جاء عن الأئمة مثل ما جاء عن أبي عيسى من التوقف في تصحيح الحديث الغريب أحيانا:

- قال البخاري: (وقال محمد بن عبيد الله: نا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب، عن هشام بن عروة، أن عون بن عبد الله قال له: حدِّثْني عن أبيك، فذهبتُ أحدثه عن السنن فقال: لا، غرائب أحاديثه) (٦).

---

(١) لم أقف على رواية عبد الله بن عمر هذه، وجاء عنه موصولا، أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (٥٩١) من طريق عبيد الله بن عمر عن سهيل موصولا بذكر أبي هريرة.
(٢) "موطأ مالك" رواية يحيى الليثي (٢٧٣٩)، وأخرجه من طريقه النسائي في "اليوم والليلة" (٥٨٩).
(٣) أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (٥٨٨).
(٤) أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (٥٩٢)، وابن ماجه (٣٥١٨).
(٥) "صحيح مسلم" (٢٧٠٩).
(٦) "التاريخ الكبير" (١٣٨).