للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أرواح من سبقت له منك الحسنى، قال: فإن مت في مرضك ذلك، فإلى رضوان الله والجنة، وإن كنت قد اقترفت ذنوباً، تاب الله عليك ". واللفظ لابن أبي الدنيا. وإليه وحده عزاه الحافظ المنذري ـ رحمه الله ـ في "الترغيب والترهيب" (٤/٦١٠: ٦١٢) ، وقال ـ عقبه ـ: " ولا يحضرني الآن إسناده ".

قال محققه الشيخ محمد خليل هراس ـ رحمه الله ـ: " والحديث لا يحتاج في الحكم عليه إلى معرفة إسناده، فإن كل كلمة فيه تنطق عليه بالوضع، ولكنها غفلة أهل الحديث عن هذه المتون المنكرة ".

وقال الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ إذ أورد طرفاً منه: " فذكر خبراً منكراً، وعامر ضعيف (١) الحديث ".

(أما) محقق "المرض والكفارات" ـ حفظه الله ـ فقال: " إسناده كسابقه " وقال في سابقه: " إسناده: حسن " (٢) !

ولاشك أن قول أبي حاتم ـ رحمه الله ـ الذي لم يُفهمْ وجهُه (٣) ، والاعتماد عليه ـ وحده ـ سبَّب تتابع الكثيرين على هذا التحسين المتوهم.


(١) سوف أختم هذه المناكير بذكر حكم الحافظين: الذهبي وابن حجر على (عامر بن عبد الله ابن يساف اليمامي) تتميماً للفائدة، وتدليلاً على أنهما لم يعبآ بما جاء فيه، مما يوهم قبوله وتقوية أمره.
(٢) ولم يعبأ باستنكار ابن عدي للحديث ـ لأنه لم يعزُه إليه ـ ولا بتهافت المتن ونكارة عباراته التي لا ينبغي أن تخفى على أحد. وتَرْك متابعة الأئمة المتقدمين في ذلك هو رأس البلاء.
(٣) قال ابن أبي حاتم ـ رحمه الله ـ في "الجرح والتعديل" ـ باب بيان درجات رواة الآثار ـ (٢/٣٧) : " وإذا
قيل: صالح الحديث، فإنه يكتب حديثه وينظر فيه اعتباراً ... " فتأمل.

<<  <   >  >>