للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقدّم المسند وهو "له" على المسند إليه وهو "راحةٌ" لأنّ "راحة" نكرة غير موصوفة، فلا يجوز نحويّاً الابتداء بها، فوجب تقديم المسند على المسند إليه وفق القواعد النحويّة، لا بمقتضى داعٍ بلاغي.

(٢) قول الله عزّ وجلّ في سورة (المائدة/ ٥ مصحف/ ١١٢ نزول) : بشأن عذاب الذين كفروا يوم القيامة.

{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الآية: ٣٦] .

{وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} [الآية: ٣٧] .

{وَلَهُمْ فِي الآخرة عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الآية: ٤١] .

جاء في هذه النصوص تقديم المسند وهو {لَهُمْ} على المسند إليه وهو {عَذابٌ أليم - عذابٌ مقيم - عذاب عَظيمٌ} لئلا يسبق إلى التوهّم أن المسند قد سيق على سبيل النعت للمسند إليه، وأن الخبر لم يأتِ بَعْدُ، مع ما في هذا التقديم من مراعاة داعٍ جمالي في اللفظ، اقتضته رؤوس الآيات.

***

الداعي الثالث: أن يكون في المسند ما يدعو إلى التفاؤل بالخير أو التشاؤم من الشرّ، ويريد موجّه القول المبادرة بما يحدثُ في نفس المتلقّي من التفاؤل أو التشاؤم.

كأن تقول لمن تريد أن يحسَّ بالتفاؤل: مع أذان الفجر أو عند شروق الشمس وِلادَة ابنك.

وكأن تقول لمن تريد إثارة تشاؤمه وقد سأل متى يكون زواجه: حين تصيح الْبُومةُ زَواجُك.

ومن إرادة الإِشعار بالتفاؤل، قول الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>