للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وآخر المفاهيم تقديم المعمول، وإنما كان آخر المفاهيم؛ لأن التقديم كثيرًا ما يكون للاهتمام أو التبرك أو الالتذاذ بذكر المقدم، ومنه نشأت شبهة الشيخ ابن الحاجب (١) ومن تبعه، ليس بشئ؛ لأن قوله تعالى: {فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [النحل: ٥١] صريح في ذلك.

وما نقل عن الشيخ ابن الحاجب أنه قال: ذكر سيبويه أن تقديم المعمول إنما يكون للاهتمام، فإنهم يقدمون ما هو أهم عندهم (٢)، وإذا كان كذلك، فالتخصيص وهم مردود بما ذكره الشيخ عبد القاهر (٣) من


(١) تقدم ذكر مذهبه في هذا، وشبهته التي قالها هي: "إن توهم الناس لذلك وهم، وتمسكهم بنحو: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ} [الزمر: ٦٦] ضعيف؛ لورود: {فَاعْبُدْ} [الزمر: ٢]، فيلزم أن المؤخر يفيد عدم الحصر لكونه يقتضيه". ورد عليه بأنه لا يستلزم حصرًا، ولا عدمه، ولا يلزم من عدم إفادة الحصر إفادة نفيه، لا سيما وقد جاء في الآية: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا} فذكر الاخلاص مغن عن إفادة الحصر.
راجع: معترك الأقران: ١/ ١٩٠، وتشنيف المسامع: ق (٢٨ / أ)، وهمع الهوامع: ص / ٧٩، وشرح الكوكب المنير: ٣/ ٥٢٢.
(٢) راجع: المنتهى: ص / ١٥٣، والكتاب: ١/ ٥٥ فقد نص فيه على الاهتمام، والعناية في التقديم.
(٣) هو عبد القاهر بن عبد الرحمن أبو بكر الجرحاني النحوي الإمام المشهور كان من كبار أئمة العربية والبيان، أشهر مؤلفاته: إعجاز القرآن، والجمل، وأسرار البلاغة، والمقتصد في شرح الإيضاح، وغيرها وتوفي سنة (٤٧١ هـ أو ٤٧٤ هـ) على خلاف في ذلك.
راجع: إنباه الرواة: ٢/ ١٨٨، وطبقات السبكى: ٥/ ١٤٩، والوافي بالوفيات: ١/ ٦١٢، وطبقات المفسرين للداودى: ١/ ٣٣٠، وبغية الوعاة: ٢/ ١٠٦، وشذرات الذهب: ٣/ ٣٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>