للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لامعة لا تشتبه، وشواهد صادقة لا تلتبس، ومنارات حق لا تنهدم في عظيم مكانتهم، ورفيع منزلتهم في الإسلام. وفيها: شحذ للهمم على إحياء سيرهم المباركة، وتأكيد محبتهم وموالاتهم، والاقتداء بهم، والتخلق بأخلاقهم العالية، وشمائلهم الفاخرة.

وفيها: دلائل مخبرة، وعبر واعظة، وبراهين قاطعة على من يريد إطفاء دين الله، وطمس أعلامه بالطعن في حفظته ومبلغيه، والغمز لحملته وناشريه، فأنكر فضائلهم الشريفة، واختلق لهم المعائب الفاضحة، وأظهر عداوتهم، وأعلن سبهم، ونشر بغضهم، وحري بمثل هذا أن يُحال بينه وبين صحبتهم يوم القيامة فيما وعدهم الله به من جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها أبدًا؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول - فيما تواتر عنه -: (المرء مع من أحب).

وويل لمن استزله الشيطان بختله، واستهواه بكيده، وفتنه بشبهه، فصرفه عن الرشد، فتاه في ضلالته، وتردى في جهالته - وكان بمندوحة عن ذلك وغنية (١) -، وأضحى خصومه يوم القيامة من أثنى عليهم الله - عز


(١) صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (لقد تركتكم على مثل البيضاء، لا يزيغ بعدي عنها إلا هالك).
- انظر: السنة لابن أبي عاصم، وتخريجها للألباني (١/ ٢٦ - ٢٧) رقم/ ٤٧ - ٤٩.
وقد تبين الصبح لذي عينين، وحصحص الحق، واستوى المسلك - ولله الحمد، والمنة -.

<<  <  ج: ص:  >  >>