للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمّا كونه (في المسجد) لا في غيره، فلقول الله تبارك وتعالى {وأنتم عاكفون في المساجد}، ولفعله - صلى الله عليه وسلم - حيث كان يعتكف في المساجد، ولم يُنقل عنه أنّه اعتكف في غير مسجد، والعبادات توقيفية، فلا يكون الاعتكاف إلا في مسجد.

قال المؤلف - رحمه الله -: (وهو في رمضان آكد سيَّما في العشر الأواخر منه)

وذلك لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تبارك وتعالى كما قالت عائشة رضي الله عنها على ما جاء في «الصحيحين» (١).

لذلك كان الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان آكد من غيره.

ومعنى (سيَّما) أنه الأولى.

وأما زمان الاعتكاف، فليس للاعتكاف وقت محدد، فهو يتحقق في المسجد مع نية الاعتكاف طال الوقت أم قصر،

شروط الاعتكاف، يُشترط في المُعتكِف أن يكون:

- مسلماً، لأن الكافر لا تُقبل منه العبادات حتى يُسلم، والاعتكاف من العبادات.

- مُمَيِّزاً، لأن المميز هو الذي يصح منه التعبد وقصد الطاعة، فلا يصحُّ الاعتكاف من كافر ولا من صبي غير مميز.

- ولا يشترط له الصيام، كما يقول بعض أهل العلم، لأن عمر نذر أن يعتكف ليلة في المسجد فأذن له النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢)، ومعلوم أن الليل ليس محلاً للصيام، فيصح الاعتكاف من غير صيام.

أركان الاعتكاف: حقيقة الاعتكاف، هي المكث في المسجد بنية التقرب إلى الله، فلو لم يقع المكث في المسجد، أو لم تحصل نية الطاعة لا ينعقد الاعتكاف.

ويصح الاعتكاف في كل مسجد خُصَّ لإقامة صلاة الجماعة فيه، لقول الله تعالى: {وأنتم عاكفون في المساجد}، فهذا يشمل كل ما يصح إطلاق المسجد عليه.


(١) أخرجه البخاري (٢٠٢٥)، ومسلم (١١٧١).
(٢) أخرجه البخاري (٢٠٣٢)، ومسلم (١٦٥٦).

<<  <   >  >>