للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن سفيان الثوري، عن سالم أبي النضر، عن بسر بن سعيد, عن عثمان (١).

سئل أبو حاتم, وأبو زرعة, عن هذا الاختلاف, وذكر لهما رواية وكيع، ورواية الفريابي, فرجحا رواية وكيع، وأن الفريابي وهم في جعله الحديث عن بسر بن سعيد، ثم قال أبو حاتم: «وأبو أنس جد مالك بن أنس, وأبوأنس عن عثمان متصل, وبسر بن سعيد, عن عثمان، مرسل» (٢).

فرأيت توارد بعض الباحثين على ذكر الاتصال بين أبي أنس، وعثمان بن عفان، وكونه سمع منه, وليس كذلك بسر بن سعيد، من مرجحات رواية من جعل الحديث عن أبي أنس, عن عثمان, وهو وكيع, ويذكرون كلمة أبي حاتم في هذا, بل ذكر بعضهم أن الدارقطني -وهو أحد النقاد الذين خالفوا أبا حاتم, وأبا زرعة, فرجحوا رواية الجماعة على رواية وكيع- إنما رجح رواية الجماعة لكونه يعتقد أن رواية بسر بن سعيد, عن عثمان متصلة, وهي في الواقع منقطعة, كذا قال الباحث, زاد الطين بلة في الاتكاء على قضية اتصال الإسناد وأثره في الترجيح.

وليس هذا الصنيع بجيد, فلا مدخل لهذا في الترجيح, وأبو حاتم, وأبو زرعة, إنما رجحا رواية وكيع لأنها ذكرت لهما في مقابل رواية الفريابي, فقدما وكيعا عليه، وأما غيرهما من الأئمة ممن تكلم على هذا الاختلاف


(١) «مسند أحمد» ١: ٦٧، و «سنن الدارقطني» ١: ٨٥، و «علل الدارقطني» ٣: ١٧، و «التتبع» ص ٤١٢, و «سنن البيهقي» ١: ٧٩.
(٢) «علل ابن أبي حاتم» ١: ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>