للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-مثل أحمد والدارقطني- فقد نظروا في هذا الاختلاف بين رواية وكيع ورواية الجماعة، فلم يترددوا في ترجيح رواية الجماعة، وأن وكيعا يخطئ فيه ولم يلتفتوا للاتصال من عدمه (١).

وفي أمثلة أخر رجح أبو حاتم في الاختلاف الطريق المنقطع, أو الأظهر انقطاعا، ولم يلتفت لاتصال الثاني, أو لقرب اتصاله, وقد ذكر هذا هو بعد أن فرغ من الترجيح، قال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن حديث رواه محمد بن أيوب, عن حفص المهرقاني، عن محمد بن سعيد بن سابق، عن عمرو بن أبي قيس، عن إبراهيم بن مهاجر, عن أبي بكر بن حفص، عن ابن عمر, عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الغازي والحاج والمعتمر وفد الله، سألوا الله فأعطاهم, ودعوا الله فأجابهم».

فقال أبي: هذا حديث خطأ, إنما هو: أبو بكر بن حفص, عن عمر مرسلا، وقد أدرك أبو بكر بن حفص: ابن عمر, ولم يدرك عمر» (٢).

وقال ابن أبي حاتم أيضا: «سألت أبي عن حديث رواه أحمد بن يونس, عن مندل, عن حصين, عن عمرو بن ميمون, قال: قال عمر بن الخطاب: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره الكراث ... » الحديث.

قال أبي: هذا خطأ, وإنما هو: حصين, عن هلال بن يساف, عن عمر بن الخطاب -مرسلا- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.


(١) «العلل ومعرفة الرجال» ٢: ٢٨٢، و «التتبع» ص ٤١٢، و «سنن الدارقطني» ١: ٨٥، و «علل الدارقطني» ٣: ١٧، و «شرح صحيح مسلم» للنووي ٣: ١٤.
(٢) «علل ابن أبي حاتم» ١: ٢٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>