للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَمَا أَقْوَفَ النَّهْدِيَّ للهِ دَرُّهُ ... وأَزْجَرَهُ لِلطَّيْرِ لا عَزَّ نَاصِرُهْ

وكانوا يتطيرون بالظبي المكسور القَرْنِ، بالغراب السَّانِحِ، والبَارِح، والقَعِيد، والنَّطِيحِ؛ فالسَّانِحُ: ما وَلَّاكَ مَيَامِنَه، والبَارِحُ: ما وَلَّاكَ مَيَاسِرَهُ، والقَعِيدُ: ما أتاك من وَرَائِكَ، والنَّطِيحُ: ما استقبلك؛ من قوله:

تَيْسٌ قَعِيدٌ كالوَشِيجَةِ أَعْضَبُ

وقال الكميت:

وَلَا أَنَا مِمَّنْ يَزْجُرُ الطَّيَر هَمُّهُ ... أَصَاحَ غُرَابٌ أَمْ تَعَرَّضَ ثَعْلَبُ

وَلَا السَّانِحَاتُ البَارِحَاتُ عَشِيَّةً ... أَمَرَّ سَلِيمُ القَرْنِ أَمْ مَرَّ أَعْضَبُ

وكانوا يتطيرون بالعطاس ونحوه، يقال: كَدَسَ الرجل يَكْدِسُ كدْسًا: إذا عطس قال أبو ذؤيب:

فَلَوْ أَنَّنِي كُنْتُ السَّلِيمَ لَعُذْتَنِي ... سَرِيعًا ولم تَحْبِسْكَ عَنِّي الكَوَادِسُ

وكانوا يَتَيَمَّنُونَ بالأرنب إذا انْتَفَجَتْ.

<<  <   >  >>