للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبي جعفر أحمد بن محمد الطَّحاوي (ت: ٣٢١) الذي انبرى لتفسير أحكام القرآن الكريم وَفْق المنهج الموضوعي في التفسير، على غرار مصنفات كتب الفقهاء؛ إذ تناول الآيات التي تتكلم على الطهارة في موضع، والآيات التي تتكلم على الصلاة في موضع، والآيات التي تتكلم على الزكاة في موضع، ثم شرحها وفسرها، بخلاف جمهرة من اعتنى بتفسير آيات الأحكام، إذ كانوا يفسِّرون الآيات وَفق ترتيب سور القرآن الكريم، فيتناولون ما في سورة البقرة من آيات الأحكام، ثم ما في سورة النساء من آيات الأحكام، وغيرهما من السور، التي فيها أحكام فقهية بارزة.

٣ - وهناك تفاسير في تاريخ علم التفسير فيها شيء من اللَّطافة، يَجدُر أن نقف عندها ولو وقفةً يسيرة، من هذه التفاسير:

* تفسير القرآن الكريم لأحد أمراء سِجستان، يسمَّى: خَلَف بن أحمد السَّجِسْتاني، وفاته سنة (٣٩٩)، هذا الأمير ألَّف تفسيرًا كبيرًا بمشاركة أهل العلم من بلده، وكان يأتي بهم وينفق عليهم، وينقلون أقوال أهل العلم في هذا التفسير من الفقهاء والقرَّاء والنحويين وأهل اللغة وأهل البيان والمعاني، ويسطرونها بإشرافه ومعونته، حتى أكمل هذا التفسير، ويقال: إنه كان يقارب مائة وعشرين مجلدًا (١).

* (أنوار الفجر المنير)، وهو تفسير كبير جدًّا لابن العربي المالكي (ت: ٥٤٣) غير كتابه: (أحكام القرآن) الموجود بين الأيدي، وغير كتابه الآخر المسمى: (قانون التأويل) المطبوع الذي يُمثِّل رحلة علمية له مع سرد شيء من علوم القرآن الكريم، ويقال: إن هذا التفسير يقع في ثمانين مجلدًا، ويقول الذهبي (ت: ٧٤٨): «أتى فيه بكل بديع» (٢)، يعني أتى في هذا التفسير بكل رائق ومستحسن.


(١) انظر: سير أعلام النبلاء: (١٧/ ١١٦)، والأعلام، للزركلي: (٢/ ٣٠٩).
(٢) سير أعلام النبلاء: (٢٠/ ١٩٩)، وانظر: طبقات المفسرين، للداوودي: (٢/ ١٦٥).

<<  <   >  >>