للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إقبال أبي سفيان، قال: أشيروا عليَّ. فقام أبو

بكر، فقال له: اجلس. فقام عمر، فقال له: اجلس. فقام سعد بن

عبادة. فقال: إيانا تريد يا رسول الله؟ فلو أمرتنا أن نخيضها البحر

لأخضناها.

وقال ابن سيرين: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمسى قسم ناسًا من أهل

الصفة، فكان الرجل يذهب بالرجل، والرجل يذهب بالرجلين

وبالثلاثة. وكان سعد بن عبادة يرجع كل ليلة إلى أهله بثمانين منهم

يعشيهم. وقال هشام بن عروة، عن أبيه: كان منادي سعد ينادي على

أطمه: من كان يريد شحمًا أو لحمًا فليأت سعدًا (١).

وكان سعد يقول: اللهم هب لي حمدًا، وهب لي مجدًا، لا

مجد إلا بفعال، ولا فعال إلا بمال، اللهم إنه لا يُصْلحني القليل ولا

أصْلُحُ عليه (٢).

ومناقبه كثيرة. قال ابن عبد البر: وتخلف سعد عن بيعة أبي بكر،

وخرج عن المدينة ولم يرجع إليها إلى أن مات [بِحَوْران (٢)] سنة خمس

عشرة. وقيل: سنة أربع عشرة. ويقال: في سنة إحدى عشرة.

ولم يختلفوا في أنه وجد ميتًا في مغتسله وقد اخضر جسده، ولم

يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول ولا يرونه:

قد قتلنا سيد الخَز ... رج سعد بن عُبَادة

ورميناه بسهميـ ... ـنِ فلم نُخْطِ فؤاده

ويقال: إن الجن قتلته. وقال ابن جريج، عن عطاء قال: سمعت


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٣/ ٦١٣ - ٦١٤).
(٢) تحرف في "الأصل": يجوز أن يكون. والمثبت من "د، ق، هـ، والتهذيب".

<<  <  ج: ص:  >  >>