للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعتصم (١) لما دعا الناس إلى التجهم، وأن يقولوا القرآن مخلوق، وإكراههم (٢) عليه بالعقوبة وأمر بعزل من لم يجبه، وقطع رزقه إلى غير ذلك مما فعله في محنته المشهورة (٣)، فقال له في مناظرته لما طلب منه الخليفة أن يوافقه على أن القرآن مخلوق: "ائتوني بشيء من كتاب الله أو سنة رسوله [حتى أجيبكم به، فقال له ابن أبي دؤاد: وأنت لا تقول إلّا بما في كتاب الله أو سنة رسوله] (٤)، فقال له: هب أنك تأولت تأويلًا فأنت أعلم وما تأولت، فكيف تستجيز أن تكره الناس عليه بالحبس والضرب (٥)؟ ".

فبين أن العقوبة لا تجوز إلّا على ترك ما أوجبه الله أو فعل ما حرمه


= هو: أبو عبد الله أحمد بن دؤاد فرج بن جرير بن مالك الإيادي أحد القضاة المشهورين من المعتزلة، ورأس فتنة القول بخلق القرآن، ولي القضاء للمعتصم والواثق، وحمل الخلفاء على امتحان الناس بخلق القرآن.
قال عنه الذهبي: جهمي بغيض، ولد سنة ١٦٠ هـ، وتوفي مصابًا بالفالج سنة ٢٤٠ هـ.
راجع: تاريخ بغداد -للبغدادي- ٤/ ١٤١ - ١٥٦. ووفيات الأعيان -لابن خلكان- ١/ ٨١ - ٩١. وباب ذكر المعتزلة من كتاب: مقالات الإسلاميين -لأبي القاسم البلخي- ص: ١٠١.
(١) هو: أمير المؤمنين أبو إسحاق محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور العباسي أحد خلفاء الدولة العباسية، بويع بالخلافة سنة ٢١٨ هـ، ولد سنة ١٧٩ هـ، وتوفي سنة ٢٢٧ هـ.
راجع: تاريخ بغداد -للبغدادي- ٣/ ٣٤٢ - ٣٤٧. الكامل لابن الأثير - ٦/ ٥٢٣ - ٥٢٤. والبداية والنهاية -لابن كثير- ١/ ٣٣٤.
(٢) في س، ط: وأكرههم.
(٣) مناقب الإمام أحمد -لابن الجوزي- ص: ٣٩٧ - فما بعدها.
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٥) مناقب الإمام أحمد -لابن الجوزي- ص: ٤٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>