للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(روى) ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة أنه لما توفى عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما بالحبشى حمل إلى مكة فدفن بها. فلما قدمت عائشة رضي الله عنها أتت قبره وقالت: " والله لو حضرتك ما دفنت إلا حيث مت ولو شهدت ما زرتك " أخرجه الترمذي بسند رجله ثقات، إلا أن ابن جريح مدلس وقد رواه بالعنعنة (١). {٤٣}

... (وعن عروة) بن رويم أن أبا عبيدة بن الجراح هلك بفحل فقال: "ادفنوني خلف النهر، ثم قال: ادفنوني حيث قبضت" أخرجه البيهقي (٢). {٤٤}

(وقال) بعض الحنفيين: لا بأس بنقله من بلد إلى بلد قبل الدفن إذا أمن تغير رائحته (روى) أن سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد ماتا بالعقيق فحملا إلى المدينة ودفنا بها. أخرجه مالك في الموطأ (٣). {٤٥}

... (وقال) داود بن قيس: حدثتني أمي أن سعد بن أبي وقاص مات بالعقيق على نحو من عشرة أميال، فرأيته حمل على أعناق الرجال حتى أتى به فأدخل المسجد فوضع عند بيوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بفناء الحجر، فصلى عليه الإمام وصليت عليه بصلاة الإمام. أخرجه البيهقي (٤). {٤٦}

... (وقالت) المالكية: يجوز نقل الميت من مكان إلى آخر قبل دفنه وبعده لمصلحة كأن يخاف عليه أن يأكله البحر أو السبع وكرجاء بركته للمكان المنقول إليه أو لزيارة أهله أو لدفنه بينهم ونحو ذلك. فالنقل حينئذ جائز ما لم تنتهك حرمة الميت بانفجاره أو نتانته أو كسر عظمه (٥).


(١) أنظر ص ١٥٧ ج ٣ تحفة الأحوذى (زيارة القبور للنساء) و (الحبشي) بضم فسكون فكسر فشد الياء: موضع بينه وبين مكة اثنا عشر ميلا.
(٢) انظر ص ٨٥ ج ٤ بيهقي (من كره نقل الموتى من أرض إلى أرض) و (فحل) بكسر فسكون: موضع بالشام كانت فيه وقعة للمسلمين مع الروم بعد فتح دمشق (قال) الحموى في المعجم: وأظنه عجميا لم أره في كلام العرب قتل فيها ثمانون ألفا من الروم.
(٣) انظر ص ١٨ ج ٢ زرقاني على الموطأ (دفن الميت) و (العقيق) موضع قيل على ثلاثة أميال أو سبعة أو عشرة من المدينة نحو نجد.
(٤) انظر ص ٥٧ ج ٤ بيهقي (من لم ير بالنقل بأسا).
(٥) انظر ص ١٧١ ج ١ صغير الدردير.