للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنها جميع كلام العرب، تنبيهاً على أنه ليس يخاطبهم إلا بلغتهم

وحروفهم.

وقيل: إن اللَّه تعالى أنزل هذه الأحرف مثل: " الم "،

و"كهعص "، و " ص "، وغيرها إبطالا لحساب اليهود، فإنهم

كانوا يحسبون هذه الأحرف حالة نزولها، ويردونها إلى حساب

الجمل، ويقولون: إن منتهى دولة الإسلام كذا، فأنزل اللَّه هذه

الأحرف تخبيطاً للحساب عليهم.

وقيل: إن تلك الحروف اسم اللَّه الأعظم إلا أنا لا نعرف تأليفه

منها.

وقيل: هي حروف دالة على أسماء أخذت منها، وحذفت بقيتها،

فالألف من " اللَّه "، واللام من " جبريل "، والميم من " محمد

- صلى الله عليه وسلم - "، وقيل غير ذلك

فلو كانت تلك الحروف المقطعة هي المتشابه، لما حرص العلماء

على بيان المراد منها، وتفسيرها؛ لأن العلماء يخشون اللَّه تعالى

ويخافونه أكثر من غيرهم، فلما تعرضوا لبيان المراد من تلك الحروف

اتضح أنها ليست من المتشابه الذي توعد اللَّه من يتعرض لتأويلها.

المذهب الخامس: المحكم هو: الوعد والوعيد، والحلال

والحرام، والأمر والنهي، والمتشابه هو: القصص والأمثال.

ذهب إلى ذلك بعض العلماء، كما أورده السيوطي في "الإتقان".

دليل هذا المذهب:

أن المحكم: ما استفيد الحكم منه، والوعد والوعيد ونحوه - مما

ذكر - نستفيد الحكم منه، والمتشابه: ما لا يفيد حكما، وهذا حال

القصص والأمثال.