للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باللغة العربية الفصحى المصطنعة، التي تبلغ الرأس دون القلب، فتمنع من يتسمّون بالعلماء في هذه البلاد من التفكير البكر".

وهكذا سار في رسالته على هذا النسق من المغالطات الفاحشة التي يعزو فيها حالة التأخر إلى العربية الفصحى.

وكما هاجم "ولكوكس" في رسالته العربية الفصحى هاجم العرب بشتائم تكشف عن مبلغ حقده الصليبي عليهم، فهم في نظره كسالى، قتلة، لصوص، قطاع طرق، جبناء، ويستند في ذلك إلى مزاعم يسوقها على أنها تجارب شخصية، ويحاول بذلك أن يحكم الفصل بين سكان سورية ومصر والمغرب العربي ومالطة وبين عرب الجزيرة، تجزئة لهذه الأمة الواحدة في لغتها وتاريخها ورسالتها الدينية.

وتصدت الكثرة الكاثرة من الناطقين بالعربية لمهاجمة الدعوة إلى العامية وهجر العربية، وكان تصديهم مدعماً بالحجج القاطعة، ومؤيداً بالبراهين الصحيحة، وأخذوا يفندون المزاعم الواهية التي استند إليها حملة لواء هذه الدعوة، ويهتكون الأستار عن الأهداف الحقيقية منها، فلجأ "ولكوكس" إلى الإغراء بالمكافآت التشجيعية للذين يتبارون بكتابة الآداب والعلوم بالعامية، فلم يظفر من ذلك بطائل يشجعه على تحقيق أمنية الدوائر الاستعمارية والاستشراقية، ولما رأى أنه مُني بالفشل أعلن إغلاق المجلة التي أسسها لهذا الغرض، بعد أن أصدر العدد العاشر منها.

ح- وآزر الدعوة إلى العامية وترك الكتابة بالحروف العربية، منخدعون ومأجورون ومستغربون من أبناء اللغة العربية، وتحمس لها طائفة من رجال الكنيسة، وانتقلت هذه الدعوة من مصر إلى المغرب وإلى لبنان.

وانجرف في تيارها عدد من قادة الأدب العربي، ما بين مساير للمستشرقين مسايرة تامة، ومعتدل متوسط، ومتخذ بعض الخطوات التي أطلق عليها اسم الإصلاح.

فكان "لطفي سيد" من أوائل المصريين الذين حملوا لواء الدعوة

<<  <   >  >>