للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى العامية بعد أن مهد لها دعاتها من المستشرقين.

وفي إطار الدعوة إلى كتابة العربية بالحروف اللاتينية، أو إصلاح الكتابة العربية، قدمت عشرات من المشروعات، أخطرها مشروع قدمه "عبد العزيز فهمي باشا" لكن مشروعه قوبل بالسخط والنكير الشديدين من حماة اللغة العربية الذائدين عنها.

وكان من المتوسطين الذين دعوا إلى نشر اللغة الوسطى بين العامية والفصحى: "فريد أبو حديد - توفيق الحكيم - أمين الخولي".

ثم دعا "طه حسين" إلى شيء أسماه "تطوير اللغة" بتبديل الخط العربي أو إصلاحه وتهذيب قواعد النحو والصرف، ولا يخفى ما في ذلك من مكر يقوم على أسلوب التدرج في التحويل، لتحقيق الهدف الذي دعا إليه المستشرقون.

ثم حمل لواء الدعوة التي دعا إليها المستشرقون الذين سبق ذكرهم عدد من أدباء العرب في لبنان وغيره، منهم: "سعيد عقل - أنيس فريحة - ولويس عوض".

وقد لا نعجب كثيراً إذا وجدنا معظم المتحمسين للفكرة من النصارى، لأنهم يعبرون في ذلك عن كراهيتهم للإسلام ولغة القرآن، ولكن نعجب أشد العجب إذا رأينا من أحفاد السلالات العربية الإسلامية من يستأجر للدعوة إليها.

وعلى الرغم من أن الدعوة لم يكتب لها النجاح في العالم العربي، إلا أن الغزاة المقنعين لم ييأسوا من تكرير محاولاتهم، وتحريك أجهزتهم، لعلهم يحققون بعض أهدافهم الرامية إلى طعن العربية الفصحى، وطعن الإسلام من وراء ذلك، وتمزيق وحدة الأمة العربية المسلمة.

ففي حزيران سنة (١٩٧٣م) انعقد مؤتمر في "برمّانا" بلبنان، وفي هذا المؤتمر تقدمت بعض الهيئات الأجنبية بمشروع "العربية الأساسية" ويشتمل هذا المشروع على عناصر هدم لمعالم اللغة العربية، ولما علم شيخ

<<  <   >  >>