للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الشعبي: رأيت قبور الشهداء جُثًى مسنَّمة (١).

وأما بعد ذلك؛ فقد وقع بعض ما تزعم، فكان ماذا؟ !

[ص ١٠٩] أيكون ذلك ناسخًا لما ثبت بالشرع عن صاحب الشرع، إذًا فَمِن الشرع أن يُسبّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ لأنه دام سبه على المنابر عشرات من السنين؟ ومن الشرع أن يُشْرَب الخمر ويُخْتلى بالأجنبيات؟ فقد استمر ذلك شائعًا في آخر ملك الأمويين، وملك العباسيين، وبعدهم، في أشياء يطول تعدادها.

فأما دعوى الإجماع؛ فسيأتي دحضها في الفصل الثالث (٢)، إن شاء الله تعالى.

ثم ذكر شيئًا رواه البناني (٣) (واضع) أهل الحجاز، إن لم يكن كذبًا فليس في الدنيا كذب، ولولا أنني طالعت الرسالة بنفسي لما صدَّقتُ أن


(١) تقدم تخريجه.
(٢) كذا، وقد مرّ بعض ذلك. انظر (ص ١١١، ١١٣) وانظر المسوّدة (ص ٣٧، ٥٩).
(٣) كذا في الأصل في الموضعين، وفي رسالة الصدر "البنائي"، وقد ورد بغير ذلك، وفي مصادر الرافضة التي ذكرت روايته: "أبو عامر الساجي واعظ أهل الحجاز". انظر "وسائل الشيعة" (باب ٢٦ من كتاب المزار)، و"تهذيب الأحكام" للطوسي: (٦/ ٢٢، رقم ٥٠، ١٨٩). ومع أن هذا الساجي لا يُعرَف إلا أن الراوي عنه "عمارة بن زيد" أشد جهالة منه بل لا وجود له، فقد اختلقه الراوي عنه وهو عبد الله بن محمد البلوي؛ إذ سألوه: مَن عمارة هذا الذي تروي عنه؟ فقال: رجلٌ نزل من السماء فحدّثني ثم عَرَج! انظر "معجم رجال الحديث" (٨٦٨١) للخوئي.
أقول: وقد كتب المؤلف (واضع) بين هلالين تهكّمًا باللقب الذي ذكروه به (واعظ أهل الحجاز)!