للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدول التى استقلت عن الخلافة العباسية فى عصر نفوذ الأتراك:

لم ينحصر ظهور الحركات الاستقلالية فى عصر نفوذ الأتراك، بل

ظهرت هذه الحركات منذ فجر الخلافة العباسية، فاستقل «عبدالرحمن

الداخل» بالأندلس سنة (١٣٨هـ= ٧٥٥م) فى عهد «أبى جعفر

المنصور»، وقامت «دولة الأدارسة» فى «المغرب الأقصى» على يد

«إدريس بن عبدالله»، و «دولة الأغالبة» على يد «إبراهيم بن الأغلب»

فى «تونس»، فى عهد «هارون الرشيد».

وفى خلافة «المأمون» تأسست «الدولة الطاهرية» فى «خراسان»

على يد «طاهر بن الحسين» قائد «المأمون» المشهور، وكانت دولتا

الأغالبة، والطاهرية تدينان بالولاء الأسمى للخليفة العباسى، وقد

مرت إشارات سريعة إلى الدول التى استقلت عن الخلافة فى عصر

نفوذ الأتراك وهى: «الدولة الصفَّارية»، و «السامانية» و «الطولونية»

و «الإخشيدية» و «الحمدانية» و «دولة القرامطة»، و «الدولة الفاطمية»،

و «البويهية».

وفيما يلى نبذة مختصرة عن أهم هذه الدول:

١ - الدولة الصفارية (٢٥٤ - ٢٨٩هـ= ٨٦٨ - ٩٠٢م):

أسسها «يعقوب بن الليث الصفَّار» فى بلاد «فارس» و «خراسان»

على أنقاض «الدولة الطاهرية»، فى عهد «المعتز بالله» (٢٥٢ -

٢٥٥هـ) بعد أن أظهر كفاءة ملحوظة فى محاربة الخارجين على

الخلافة والتخلص من الطاهريين بإذن من الخليفة العباسى «المعتز

بالله».

واستطاع «يعقوب بن الليث» أن يضم إلى «الدولة الصفارية» كثيرًا

من الأماكن التى استطاع السيطرة عليها فى بلاد «فارس»

و «خراسان» وأعلن ولاء دولته - فى البداية - للخلافة العباسية.

وعندما تولى «المعتمد على الله» الخلافة، أصر أخوه «الموفق»

على أن يكون ولاء «الدولة الصفارية» للخلافة ولاءً تاما لا صوريا، إلا

أن «يعقوب بن الليث» رفض ذلك، وتدهورت العلاقة بين الطرفين،

وهدد «يعقوب» بدخول عاصمة الخلافة وبسط سلطانه عليها، مما

أدى إلى حدوث صدام مسلح بين «الدولة الصفارية»، والخلافة فى

<<  <  ج: ص:  >  >>