للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذى لحق بك، واعلم أنى لا أخاف من عودتك وإلا ما كنت أطلقت

سراحك، تعالَ وقتما تشاء فستجدنى وجنودى أمامك».

ثم أرسل الأمير «بايزيد الأول» أنباء هذا الانتصار إلى الخليفة

«المتوكل العباسى» بالقاهرة، فأجابه الخليفة بأن أرسل إليه

تشريفًا وخلعًا وسيفًا، وكان هذا يعنى الاعتراف ببايزيد الأول

سلطانًا على إقليم «الروم» (الأناضول والبلقان)، وبذا أصبح الأمير

«بايزيد» أول من حمل لقب «سلطان» فى «آل عثمان».

محاصرة القسطنطينية:

حاصر العثمانيون العاصمة البيزنطية فى عهد «بايزيد الأول» أربع

مرات:

- الأولى فى سنة (٧٩٣هـ= ١٣٩١م) حيث اصطف ستة آلاف جندى

عثمانى على امتداد سور «القسطنطينية» وحاصروا المدينة حصارًا

شديدًا، ولم يستطع أحد الدخول إلى المدينة أو الخروج منها دون

موافقة العثمانيين، ودام هذا الحصار سبعة أشهر دون أن يخضع

إمبراطور «بيزنطة» لبايزيد دون قتال.

- والثانية فى سنة (٧٩٧هـ= ١٣٩٥م)، واستمر هذا الحصار طوال صيف

ذلك العام.

- والثالثة فى سنة (٨٠٠هـ = ١٣٩٧م).

- والرابعة كانت بين سنتى (٨٠٢ - ٨٠٤ هـ = ١٣٩٩ - ١٤٠١م)، على إثر

ذهاب الإمبراطور البيزنطى «مانويل الثانى» إلى «إنجلترا» وزيارته

لأوربا لمدة (١٣) شهرًا، طلبًا للمساعدة ضد العثمانيين، ولم يفك هذا

الحصار إلا بعد قدوم «تيمورلنك» بجيوشه الجرارة التى عصفت

بالسلطنة العثمانية وتسببت فى انهيارها فترة من الزمن.

ويجدر بالذكر أن «بايزيد» لم يفك حصاره الرابع عن «القسطنطينية»

إلا بشروط، منها: أن يبنى المسلمون الذين يعيشون داخل المدينة

جامعًا لإقامة شعائر الدين، وأن تقام لهم محكمة شرعية للنظر فى

قضاياهم.

ويذكر لبايزيد تشييده القلعة المسماة «جوزلجه حصار» (أناضولى

حصار) على الضفة الأسيوية من بوغاز «القسطنطينية».

الأزمة بين تيمورلنك وبايزيد:

أسس «تيمورلنك» خاقان أتراك الشرق (التركستان) إمبراطورية

<<  <  ج: ص:  >  >>