للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال: بعثنا منه إلى سيف الدولة ما كافأ قيمة الدهماء، وهي الفرس التي أهداها إليه. ووفى بصداق القينة التي بعث بها مع الفرس، فأشار إلى أنه قارض بشعره جوده، وكافأ بمدحه هبته.

وَحَاشَى لارتِيَاحِكَ أنْ يُبَارى ... وَلِلْكَرَمِ الذَّي لك أن يُباقى

حاشى: بمعنى التعويذ والتنزيه، والارتياح: الطرب لفعل الجميل، والمباقاة: المداومة.

فيقول، معتذراً مما قدمه في قوله هذا؛ إنه كافأ جود سيف الدولة بشعره: وأعيذ ارتياحك من أن يجازى، ويماثل، ويساوي ويشاكل، وأعيد كرمك من أن يباقيه

شاكر بشكره، أو يستوفيه شاعر بشعره.

ولَكِنَّا نُداعِبُ مِنْكَ قَرْماً ... تَرَاجَعَتِ القُرومُ له حِقَاقَا

القرم: الصعب من الإبل، والحقاق: جمع حقة، وهي التي استحقت أن يحمل عليها من النوق.

يقول: ولكنا فيما قدمناه من ذلك مفاكهون لك، مداعبون منك، لملك قرم، عادت له قروم الملوك وصعابها كالحقاق، تخضع لأمره، وتسلم لحكمه. وجرى في القروم والحقاق على سبيل الاستعارة:

فَتىً لا تَسْلُبْ القَتْلَى يَدَاهُ ... وَيَسْلُبُ عَفْوُهُ الأسْرَى الوَثَاقَا

<<  <  ج: ص:  >  >>