ثم قال: ولم تأت ما أوليتنيه من الجميل ساهياً في فعلك، ولا مضيعاً في فضلك، ولا ظفرت به منك ظفر المسترق، ولا قبلته قبول المختلس، ولكني كنت أهلاً لما أسديته، وكنت مصيباً فيما أوليته.
فَأبْلِغْ حَاسِديَّ عَلَيْكَ أني ... كَبَا بَرْقُ يُحَاوِلُ بي لِحَاقَا
كبا الجاري: إذا سقط لوجهه.
فيقول: فأبلغ من يحسدني عليك، أني الذي لا يدرك، والمتقدم الذي لا يلحق، وأن البرق لو سابقني لكبا وقصر، وعجز وتأخر.
وَهَلْ تُغْنى الرَّسائِل في عَدَّو ... إِذا ما لم يَكُنَّ طُبَاً رِقَاقا
ثم قال: والرسائل في العدو غير مغنية، والأقوال فيه غير مجزية، إذا لم تكن الرسائل سيوفاً ماضية، والزواجر أفعالاً واقعة.