وَقَدْ وَلَدَتْكَ فَقَالَ الوَرَى ... ألم تَكُنِ الشَّمْسُ لا تَنْجُلُ
ثم قال: وقد ولدتك أمك، وهي الشمس في رفعة قدرها، وجلالة أمرها، فاستعظم الناس أن يكون مثلها يلد، ومن صار في مثل منزلتها ينسل، فكيف بك وأمك الشمس جلالة ورفعة، وأبوك الأسد صرامة وشدة؟
ثم يقول: فأهلك الله أصحاب النجوم، والمصدقين بها، وعبيدها المعظمين لها، وأبعد الله القائلين: إنها عاقلة مميزة، وعالية مدبرة.
وَقَدْ عَرَفَتْكَ فَمَا بَالُهَا ... تَرَاكَ تَرَاهَا ولا تَنْزِلُ
وقد عرفتك وشاهدتك، وأبصرتك وتبينتك، فما بالها تراك تنظر إليها ولا تنزل خاضعة لك، وتنحط من أماكنها متواضعة عنك؟ وهي في الحقيقة لا تبلغ رتبة فضلك، ولا تقارب جلالة قدرك.