للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعَوْرَاءُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبٍ، وَلَهَا وَلْوَلَةٌ، وَفِي يَدِهَا فِهْرٌ (١)، وَهِيَ تَقُولُ:

مُذَمَّمًا أَبَيْنَا ... ودِينَهُ قَلَيْنَا (٢)

وأمْرَهُ عَصَينَا

وَالنَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه-، فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: يَا رسُولَ اللَّهِ! قَدْ أَقْبَلَتْ وأَنَا أَخَافُ أَنْ تَرَاكَ، فقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّهَا لَنْ تَرَانِي"، وقَرَأَ قُرآنا فَاعْتَصَمَ بِهِ كَمَا قَالَ، وقَرَأَ: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} (٣).

فَوَقَفَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه-، وَلَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَي أُخْبِرْتُ أَنَ صَاحِبَكَ هَجَانِي، فَقَالَ -رضي اللَّه عنه-: وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ "مَا هَجَاكِ، فَوَلَّتْ، وَهِيَ تَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي بِنْتُ سَيِّدِهَا (٤)

وَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ بِشَوَاهِدِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}، جَاءَتَ امْرَأَةُ أَبِي


(١) الفِهرُ: هوَ الحَجَرُ مِلْءُ الكف، وقيل: هو الحجر مُطلقًا. انظر لسان العرب (١٠/ ٣٤١).
(٢) قَلَيْتُهُ: أبْغَضْتُهُ وكَرِهْتُهُ. انظر لسان العرب (١١/ ٢٩٣).
ومنه قوله تَعَالَى في سورة الضحى آية (٣): {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}.
(٣) سورة الإسراء آية (٤٥).
(٤) أخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب التفسير - باب أم جميل عميت عن رؤية رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم الحديث (٣٤٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>