للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشريفة] (١)، كل ذلك رجاء اجتماع أسباب الإجابة، ولا شك أن وقت الختم وقت شريف وساعته ساعة مشهودة.

وروى الدارمى بإسناده عن حميد الأعرج قال: من قرأ القرآن ثم دعا أمّن على دعائه أربعة آلاف ملك (٢)، لا سيما ختمة قرئت قراءة صحيحة مرضية متصلة إلى حضرة الرسالة ومعدن الوحى، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

وينبغى أن يلح فى الدعاء وأن يدعو بالأمور المهمة، وأن يكثر من ذلك فى إصلاح المسلمين (٣) وصلاح سلطانهم وسائر ولاة أمورهم.

وكان عبد الله بن المبارك إذا ختم أكثر دعائه (٤) للمؤمنين، والمؤمنات، [وقال نحو ذلك غيره] (٥)، وقوله: (وأنت موقن الإجابة) هذا لما روى عن أبى هريرة يرفعه: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب لاه» (٦) ورواه الترمذى والحاكم وقال: مستقيم الإسناد. وعنه أيضا يرفعه: «إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة فإنه لا يتعاظم على الله شىء» (٧) رواه مسلم وابن حبان [وأبو عوانة] (٨)، والله أعلم.

فائدة عظيمة: [جرت عادة القراء] (٩) وغيرهم إذا ختموا ختمة أهدوا ثوابها للنبى صلّى الله عليه وسلّم وكذلك عادة جماعة كثيرة فى جميع ما يفعلونه من البر، وكذلك جرت عادة [بعضهم بعد أن] (١٠) يهدى شيئا للنبى صلّى الله عليه وسلّم أن يقول: وصدقة منه إلى فلان- أما الإهداء إليه صلّى الله عليه وسلّم فمنعه بعضهم؛ لأنه لا يفعل معه إلا ما أذن فيه صلّى الله عليه وسلّم وهو الصلاة عليه وسؤال الوسيلة، وأيضا فإنه تحصيل الحاصل؛ لأن أعمال أمته كلها مكتوبة له «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل (١١) بها إلى يوم القيامة» (١٢) «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا


(١) سقط فى م، ص.
(٢) أخرجه الدارمى (٢/ ٤٧٠).
(٣) فى م: المؤمنين.
(٤) فى م، ص: دعاه.
(٥) زيادة من م، ص.
(٦) أخرجه الترمذى (٣٤٧٩) وابن حبان فى المجروحين (١/ ٣٧٢) والطبرانى فى الأوسط (٥١٠٥) والحاكم (١/ ٤٩٣) والخطيب فى تاريخه (٤/ ٣٥٦) وانظر السلسلة الصحيحة (٥٩٤).
(٧) أخرجه البخارى (١٢/ ٤٢٦) كتاب الدعوات باب ليعزم المسألة (٦٣٣٩) ومسلم (٤/ ٢٠٦٣) كتاب الذكر والدعاء باب العزم بالدعاء (٨/ ٢٦٧٩ من حديث أبى هريرة بلفظ: «إذا دعا أحدكم فلا يقل:
اللهم اغفر لى إن شئت ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شىء أعطاه».
وأخرجه البخارى (٦٣٣٨) ومسلم (٧/ ٢٦٧٨) من حديث أنس بن مالك بلفظ: «إذا دعا أحدكم فليعزم فى الدعاء ولا يقل: اللهم إن شئت فأعطنى فإن الله لا مستكره له».)
(٨) سقط فى ص.
(٩) فى م، ص: جرت العادة بها من القراء.
(١٠) فى م، ص: بعضهم أن يقول بعد أن.
(١١) فى م، ص، د: يعمل.
(١٢) أخرجه مسلم (٣/ ٧٠٤ - ٧٠٥)، كتاب الزكاة: باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة

<<  <  ج: ص:  >  >>