للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - ومنهم ابن جني: فهو يختار بعض الوجوه الإعرابية ويرد أخرى لأجل مراعاة معنى الآية وسياقها فلا يختار الأوجه الغريبة أو الضعيفة أو القاصرة لئلا يصغر المعنى (١)، وعقد في الخصائص بابا هو مضمون هذه القاعدة قال فيه: باب في تجاذب المعاني والإعراب .. إنك تجد في كثير من المنثور والمنظوم الإعراب والمعنى متجاذبين:

هذا يدعوك إلى أمر، وهذا يمنعك منه، فمتى اعتورا كلاما أمسكت بعروة المعنى، وارتحت لتصحيح الإعراب. اه‍ (٢).

وضرب لذلك أمثلة من القرآن، ومن شعر العرب ومنثورها.

٣ - ومنهم مكي بن أبي طالب: فقد استعمل مضمون هذه القاعدة في كتابه «مشكل إعراب القرآن» ونبه عليها في ترجيحه بين الأعاريب، معللا اختياره لبعض الوجوه بأنها أصح في التفسير، وأولى في المعنى (٣). وإن كان غيرها صحيحا من جهة العربية.

٤ - ومنهم القاضي أبو محمد ابن عطية: فقد رجّح بمضمون هذه القاعدة في مواضع كثيرة من تفسيره، فهو يضعف أحيانا بعض الأوجه الإعرابية بنحو قوله: وفي هذا ذهاب برونق المعنى (٤). أو بقوله: وهذا قول ضعيف من جهة المعنى، وأما من جهة اللفظ‍ فجيد (٥).

أو بنحو قوله: وهذا خطأ في معنى الآية (٦).

٥ - ومنهم أبو حيان الأندلسي: ففي تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ} [البقرة: ٨] بعد أن ذكر خلاف المعربين في «من» قال:

والذي نختار أن تكون «من» موصولة؛ وإنما اخترنا ذلك؛ لأنه الراجح من حيث


(١) انظر الخصائص (٢/ ٤٠٢).
(٢) الخصائص (٣/ ٢٥٥).
(٣) انظر مشكل إعراب القرآن (٢/ ٥٤٧).
(٤) انظر المحرر الوجيز (٢/ ٣١٣).
(٥) المحرر الوجيز (٩/ ١١٣).
(٦) انظر المحرر الوجيز (٩/ ١٩٧)، و (١/ ٣٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>