للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَإِن تنَاول اللَّفْظ كثيرا على وَجه تتمّ ماهيته بفرد مِنْهُ يُسمى نوعا كالإنسان

ثمَّ هَذَا الْفَرد الَّذِي تتمّ بِهِ مَاهِيَّة النَّوْع يُسمى فصلا، وَهَذَا عِنْد الْمُتَكَلِّمين والمناطقة

الْجِنْس من الطبيعات الْكُلية، وَهِي موجودات خارجية كَمَا ذهب إِلَيْهِ الْبَعْض، وَرجحه الْبَيْضَاوِيّ حَيْثُ أَشَارَ إِلَيْهِ فِي قَوْله تَعَالَى {إِن مَعَ الْعسر يسرا} بقوله: سَوَاء كَانَ اللَّام للْعهد أَو الْجِنْس

وَالْجِنْس الْخَاص: مَا يشْتَمل على كثيرين متفاوتين فِي أَحْكَام الشَّرْع، كالإنسان

وَالنَّوْع الْخَاص: هُوَ مَا يشْتَمل على كثيرين متفقين فِي الحكم، كَالرّجلِ. وَالْعين الْخَاص: هُوَ مَا لَهُ معنى وَاحِد حَقِيقَة ك (زيد)

وَالْجِنْس العالي: هُوَ الَّذِي تَحْتَهُ جنس وَلَيْسَ فَوْقه جنس، كالجوهر على القَوْل بجنسيته

وَالْجِنْس السافل: هُوَ الَّذِي فَوْقه جنس وَلَيْسَ تَحْتَهُ جنس، كالحيوان، لِأَنَّهُ الَّذِي تَحْتَهُ أَنْوَاع الْأَجْنَاس

وَالْجِنْس الْمُتَوَسّط: هُوَ الَّذِي فَوْقه جنس وَتَحْته جنس كالجسم النامي

وَالْجِنْس الْمُنْفَرد: هُوَ الَّذِي لَيْسَ فَوْقه جنس وَلَا تَحْتَهُ جنس، قَالُوا: لم يُوجد لَهُ مِثَال

والأجناس الْعَالِيَة بسيطة لَا يتَصَوَّر لَهَا حد حَقِيقِيّ بل ترسم

وَالْجِنْس يدل على الْكَثْرَة تضمنا، بِمَعْنى أَنه مَفْهُوم كلي لَا يمْنَع شركَة الْكثير فِيهِ، لَا بِمَعْنى أَن الْكَثْرَة جُزْء مَفْهُومه

وَالْجِنْس يدل على جَوْهَر الْمَحْدُود دلَالَة عَامَّة، والقريب مِنْهُ أدل على حَقِيقَة الْمَحْدُود، لِأَنَّهُ يتَضَمَّن مَا فَوْقه من الذاتيات الْعَامَّة

والفصل يدل على جَوْهَر الْمَحْدُود دلَالَة خَاصَّة وَالْجِنْس ضرب من الشَّيْء

وَالنَّوْع أخص مِنْهُ يُقَال (تنوع الشَّيْء أنواعا) فالإبل جنس من الْبَهَائِم

وَعند الأصولي: الْجِنْس أخص من النَّوْع

وَالنَّوْع فِي عرف الشَّرْع قد يكون نوعا منطقيا، كالفرس، وَقد لَا يكون، كَالرّجلِ، فَإِن الشَّرْع يَجْعَل الرجل وَالْمَرْأَة نَوْعَيْنِ مُخْتَلفين نظرا إِلَى اخْتِصَاص الرجل بِالْأَحْكَامِ

وَالْجِنْس عِنْد النَّحْوِيين وَالْفُقَهَاء هُوَ اللَّفْظ الْعَام، فَكل لفظ عَم شَيْئَيْنِ فَصَاعِدا فَهُوَ جنس لما تَحْتَهُ، سَوَاء اخْتلف نَوعه أَو لم يخْتَلف وَعند آخَرين: لَا يكون جِنْسا حَتَّى يخْتَلف بالنوع نَحْو: الْحَيَوَان، فَإِنَّهُ جنس للْإنْسَان وَالْفرس والطائر وَنَحْو ذَلِك

فالعام جنس وَمَا تَحْتَهُ نوع، وَقد يكون جِنْسا لأنواع، ونوعا لجنس كالحيوان، فَإِنَّهُ نوع بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْجِسْم، وجنس بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْإِنْسَان وَالْفرس

والجزء الْمَحْمُول إِن كَانَ تَمام الْمُشْتَرك لحقيقتين فَهُوَ الْجِنْس، وَإِلَّا فَهُوَ الْفَصْل، والفصل قد يكون خَاصّا بِالْجِنْسِ كالحساس للنامي مثلا، فَإِنَّهُ لَا يُوجد لغيره، وَقد لَا يكون، كالناطق للحيوان عِنْد من يَجعله مقولا على غير الْحَيَوَان، كبعض الْمَلَائِكَة مثلا

<<  <   >  >>