للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهذه الغرفة في إيطاليا وروسيا نقمة الفوضويين والنيهليست وقد استخدمها نابليون الثالث قبل سقوطه لمطاردة خصومه فكان يقبض على المئات ويزجهم في السجون لأن حكومته اكتشفت أسرارهم من مراسلاتهم في الغرفة السرية.

وافتضاض رسائل المرتاب فيهم يتم بمهارة ودقة فائقة ويقبض عليهم بدون أن يحذروا أو يعلموا أنهم موضع الظن والريب.

وطريقة فض الرسالة التي من هذا القبيل بسيطة جداً وذلك أن يدخل طرف آلة معدنية دقيقة في زاوية الغلاف اليسرى من وجهه الآخر وتتمشى الآلة ببطء وحذر بين الطرفين المصمغين حتى يفتض الغلاف وتقرأ الرسالة وتعاد ويصمغ الغلاف مرة أخرى.

فإذا وجد القائمون بهذا العمل أن صمغ الغلاف كثير ولا سبيل إلى افتضاضه بدون ترك أثر عرضوا الغلاف لبخار متصاعد من آنية فيها ماء يغلي فيلين الصمغ ويسهل لصق الغلاف مرة أخرى. فإذا وقع ما أفسد هذه العملية يوكل إلى خبير يضع غلافاً مماثلاً نصوص الرسالة تماماً وتختم الرسالة وتسلم إلى المرسلة إليه.

يظن الكثيرون أن بنك إنكلترا تابع للحكومة الإنكليزية والواقع أنه بنك أهلي تديره شركة إنكليزية وقد عهد إليه سنة ١٩٠٦ أن يتكفل بشؤون الدين الأهلي البريطاني وجعلت له عمولة على ذلك قدرها ٣٢٥ جنيهاً عن كل مليون حتى ٥٠٠ مليون جنيه و١٠٠ جنيه عن كل مليون فوق هذا المبلغ وعلى هذه القاعدة يدير شؤون قروض الحرب الحالية فتربح الشركة من مجموع القروض إذا قدرناها بمليارين وخمسمائة مليون جنيه ٢٥٠ ألف جنيه.

لملوك أوروبا اليوم مكاتب صحفية خاصة بهم ففي كل مكتب موظفون يطالعون أكبر صحف العالم ويقطعون منها ما يعجب الملك الإطلاع عليه فملك الإنكليز يحب الإطلاع على الأخبار الخارجية وأخبار الدوائر العليا السياسية. وجلالته من أكثر الملوك إطلاعاً وإلماماً بأخبار العالم. فإذا سافر استصحب هؤلاء الصحفيين. وعنده مجموعات بالأخبار والمعلومات المتقطعة من الصحف للرجوع إليها عند الحاجة.

ونحن نعلم أن عظمة السلطان حسين يتبع هذه الطريقة ففي كل صباح يقرأ إبراهيم بك رمزي رئيس قلم الترجمة الصحف المصرية ويقتطع منها ما يهم عظمته الإطلاع عليه.

يجدر بالقارئ أن يلم بهذه المعلومات عن الولايات المتحدة.