للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المترامية على سفح قارة أمريكا الجنوبية، يثب إلى طفله فيفدخ جمجمته، لأنه قلب سلة السمك، وفي أستراليا إذ يرى الوالد ضبيه مريضاً يقتله فيضع لحمه فوق النار فيعده شواء شهياً لمائدة الغذاء، وفي بلدان من بلدان أفريقيا اعتاد الصائدون أن يضعوا أطفالهم في حفر الأسد ليغروا الأسد على الوقوع فيها والارتطام في قاعها.

والباعث الثاني هو تنازع البقاء ففي بولينزيا إذا أجدبت الأرض وحل المحل وضع السكان ضريبة من اللحم الآدمي يقدم من كل أسرة من أسر البلد فلا يختارون إلا جيد تلك اللحمان، وهو لحم الأوزي أي لحوم الأطفال، وفي جزر واي هاي واي يخنقون الأطفال أو يئدونهم بعد الطفل الرابع، لأنهم لا يستطيعون أن يحتملوا أكثر من أربعة أطفال للمرأة وبين القبائل الصائدة والعشائر الحربية التي دأبها الحرب والقتل، يرى الرجال أن النساء لا يستطعن أن يستخدمن كدواب للحمل كما هي في الجماعات الزراعية إذ يعتقدون أن الفتيات قد يقعن في إشراك فتية القبيلة المعادية لهم، ولذلك يقتلون البنات في طفولتهن على أن الدافع الذي كان يدفع جاهلية العرب إلى وأد البنات لا يزال يغري قبائل من الهنود بذلك القتل وتلك سنة فاشية في راجبوتا وغيرها من البطون والعشائر ففي الطبقة النبيلة، وبين أشراف رجبوتا يعتقدون أن من العار الأكبر أن تظل الفتاة بلا زواج وأنه لا يجوز للعذراء أن تتزوج من دونها في طبقتها ومركزها الاجتماعي، ثم لا يزال زواج البنات أمراً غالياً باهظاً يستنفد ثروة والدها، إذ قد يكلف زواج البنت والدها الراجا ما يربي على مائة ألف جنيه فلاجتناب كل ذلك وللتفادي من هذه الأداة جعل كل رجل يقتل نسبة محفوظة من بناته.

والباعث الرابع أن يكون سبباً من الأسباب الاجتماعية أو شرعة من الشرائع السياسية فقد كان الأطفال في اسبارطة وفي كثير من بلاد الرومان القدماء يقتلون بأمر الحكومة إذا كانوا ضعفاء أو مشوهين.

وقد كان أرسطو وأفلاطون يمتدحون تلك الشرعة ويمجدونها ويرون سدادها ورجاحتها، وإن كان الناس اليوم يعيبون على الفيلسوف نيتشه أن خرج إليهم بذلك المبدأ الذي كان أبوه أرسطو وهو سيد فلاسفة الأرض يحترمه ويؤمن بصلاحه.

على أن جريمة قتل الأطفال ليست سيئة تشين أهل الممالك البعيدة عن تخوم المدينة، بل لا تزال شائعة في أهل الحضارة، ومدنية القرن العشرين، وكم نسمع عن أطفال وجدوا