للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نتيجة للتحركات المشبوهة والمعادية من الأعراب المحيطين بالمدينة، فضلا عن قطعهم الطريق أمام الدعاة المسلمين، فقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بحملة واسعة ومكثفة لتأديب هؤلاء الأعراب، قاد خلالها عدة غزوات، وبعث أصحابه في سرايا تعرضيَّة١ تأدبية، كان منها سرية بقيادة غالب بن عبد الله الليثي٢، وقوة بضعة عشر رجلا٣، إلى بني الملوح٤. القاطنين في منطقة الكديد الواقعة بين عسفان وقديد٥.


١ التعرض: هو التوجه بصورة عامة إلى طلب الخصم بقصد ملاقاته ومقاتلته وتدميره في ساحات القتال. العقيد/محمد صفا، الحرب (٢١) .
٢ قال في "الإصابة": غالب بن عبد الله كناني الليثي، قال البخاري: له صحبة، ونسبه ابن الكلبي فقال: ابن عبد الله بن مسعر بن جعفر بن كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة الكلبي ثم الليثي، وصحح أبو عمر بعد أن قال: غالب بن عبد الله وهو الأكثر، ويقال ابن عبد الله الليثي، ويقال: الكلبي.
وأشار إلى أن الحديث في مسند أحمد بسند حسن. وأخرجه أبو داود من طريق عبد الوارث عن محمد بن إسحاق لكن قال في روايته: عبد الله بن غالب، والأول أثبت. ابن حجر، إصابة (٣/١٨٣-١٨٤) .
هذا وقد ورد في رواية الطبراني التي نقلها الهيثمي أن اسمه غالب بن أبحر الكلبي. انظر مجمع الزوائد (٦/٢٠٢) .
قال ابن حجر: وسياق نسبه من عند ابن الكلبي أصح؛ فإنه أعرف بذلك من غيره. إصابة (٣/١٨٤) .
قلت: تظهر من ذلك منهجية رسول الله صلى الله عليه وسلم التخصصية حيث يرسل لكل منطقة ولكل قوم من هم خبير ومتخصص بأحوالهم وغالبا ما يكون منهم.
٣ روى ذلك الواقدي بسنده عن حمزة بن عمرو الأسلمي قال: كنت معهم، وكنا بضعة عشر رجلا (٢/٧٥٢) ، وتابعه كاتبه ابن سعد، طبقات (٢/١٢٥) . وإن كان قد ساق روايته بسند عن ابن إسحاق الذي لم يذكر هذا الكلام في روايته عند كل من رووا عنه عدا ابن سعد.
وقد أغرب ابن كثير رحمه الله فذكر أن عددهم كان مائة وثلاثين رجلا بناء على ما ذكره الواقدي في روايته. ابن كثير، بداية (٣/٢٢٣) .
قال الصالحي: والواقدي ذكر ذلك في سرية لغالب غيرها. الصالحي، سير (٦/٢١٨) .
قلت: هي سريته إلى بني عبد ثعلبة، وعوال، كما ذكر الواقدي نفسه، فلعل ابن كثير خلط بينهما. والله أعلم.
٤ بنو الملوح: قال الواقدي: هم بنو ليث. مغازي (٢/٧٥٠) وتابعه ابن سعد رغم نقله لرواية ابن إسحاق الذي لم يذكر ذلك. طبقات (٢/١٢٤) وذكر ابن الكلبي: أنهم من بني يعمر.
٥ ورد ذكرها في الصحيح في قصة فتح مكة –شرفها الله- وفيها: "صام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا بلغ الكديد الماء الذي بين قديد وعسفان أفطر". ابن حجر، فتح (٨/٣) .=

<<  <   >  >>