للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل في ثناء بعض العلماء على شيخ الإسلام ابن تيمية

١- ابن سيد الناس

فمنهم الشيخ الإمام الحافظ الفقيه العالم الأديب البارع فتح الدين أبو الفتح محمد ابن الحافظ العلامة الخطيب أبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الله ابن محمد بن يحيى بن أبي القاسم بن سيد الناس اليعمري الأندلسي الإشبيلي، ثم المصري الشافعي١.

قال الحافظ أبو عبد الله بن أحمد بن عبد الهادي٢، قال الحافظ فتح الدين أبو الفتح ابن سيد الناس اليعمري المصري، بعد أن ذكر ترجمة شيخنا الحافظ المزي:

وهو الذي حداني على رؤية الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية، فألفيته ممن أدرك من العلوم حظا، وكاد أن يستوعب السنن والآثار حفظا.

إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه فهو مدرك غايته، أو ذاكر في الحديث فهو حامل رايته، أو حاضر بالملل والنحل لم ير أوسع من نحلته في ذلك ولا أرفع من درايته، برز في كل فن على أبناء جنسه، ولم تر عين من رآه مثله، ولا رأت عينه مثل نفسه، كان يتكلم في التفسير، فيحضر مجلسه الجم الغفير، ويردون من بحره العذب النمير، ويرتعون من ربيع فضله في روضة وغدير، إلى أن دب إليه من أهل بلده داء


١ ولد بالقاهرة في العشر الأول من ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وستمائة، وتوفي يوم السبت حادي عشر شعبان سنة أربع وثلاثين وسبعمائة بالقاهرة, وصلي عليه من الغد ودفن عند ابن أبي حمزة, وكانت جنازته مشهودة, وله مصنفات مفيدة, ومؤلفات حميدة, منها كتاب "النفح الشذي في شرح كتاب الترمذي".
٢ انظر "العقود الدرية" ص٩.

<<  <   >  >>