للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أوامرهم ونواهيهم, قال الربيع: قلت لأبي العالية كيف كان تلك الربوبية في بني إسرائيل: فقال: إنهم ربما وجدوا من كتاب الله ما يخالف أقوال الأحبار والرهبان, فكانوا يأخذون بأقوالهم وما كانوا يقبلون حكم كتاب الله تعالى.

قال ابن بلدجي في شرح المختار:

ويكره أن يدعو الله تعالى إلا به, فلا يقول أسألك بفلان أو بملائكتك أو أنبيائك أو نحو ذلك, لأنه لا حق للمخلوق على خالقه, أو يقول في دعائه أسألك بمعقد العز من عرشك, وعن أبي يوسف جوازه لما يروى أنه عليه الصلاة والسلام دعا بذلك, ولأن معقد العز من العرش إنما يراد به القدرة التي خلق الله تعالى بها العرش مع عظمته, فكأنه سئل بأوصافه.

وما قال فيه أبو حنيفة وأصحابه: أكره كذا, فهو عند محمد حرام, وعند أبي حنيفة وأبي يوسف هو إلى الحرام أقرب, وجانب التحريم عليه أغلب.

فإذا قرر الشيطان عنده أن الإقسام على الله تعالى به والدعاء به أبلغ في تعظيمه واحترامه, وأنحج في قضاء حاجته نقله درجة أخرى إلى دعائه نفسه من دون الله تعالى والنذر له, ثم ينقله بعد ذلك درجة أخرى أن يتخذ قبره وثنا يعكف عليه ويوقد عليه القنديل والشمع, ويعلق عليه الستور, ويبني عليه المسجد ويعبده بالسجود له والطواف به وتقبيله واستلامه والحج إليه والذبح عنده, ثم ينقله درجة أخرى وإلى عبادته واتخاذه عيدا أو منسكا وأن ذلك أنفع لهم في دنياهم وآخرتهم,

وقال في النهر الرائق: اعلم أن الشيخ قاسما, وهو من أكابر العلماء الحنفية رحمهم الله تعالى قال في شرح درر البحار: إن النذر الذي يقع من أكثر العوام, بأن يأتي إلى قبر بعض الصلحاء قائلا: يا سيدي فلان إن رد غائبي أو عوفي مريضي فلك كذا, باطل إجماعا لوجوه.... الخ

إلى أن قال: ومنها الظن أن الميت يتصرف في الأمور, واعتقاد هذا كفر, والمسلم لا يطلب حاجته من غير الله, فإن من طلب حاجته من ميت أو

<<  <   >  >>