للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما أوردته من صحيح البخاري وشرح بعض كلماته أن أصل الحديث صحيح وثابت عن عروة بن الزبير ولكن ما جاء في آخره قال عروة: فلما ما ت أبو لهب أريه بعض أهل بشر حيبة الخ.

ذكر في الشرح أن هذه رؤيا منامية والرائي لأبي لهب هو أخوه العباس بن عبد المطلب فرآه في سوء حال، وأخبره أبو لهب أنه يخفف عنه من العذاب في كل يوم اثنين لأنه أعتق ثويبة عندما بشرته بمولده صلى الله عليه وسلم، والقارئ على علم أن هذه رؤيا منام ورؤيا المنام لا يحتج بها في الأحكام حتى لو رؤى النبي صلى الله عليه وسلم ونقل الرائي عنه ما يخالف الكتاب والسنة لا يقبل، ومن أجل هذا قلنا في أول المقال إنها رؤيا منام، وإلا فأصل الحديث مروي في بيان الرضاع وحكمه والله أعلم بالصواب.

رابعا: أن في مرسل عروة هذا من أن إعتاق أبي لهب لثويبة، كان قبل إرضاعها النبي صلى الله عليه وسلم يخالف ما عند أهل السير، من أن إعتاق أبي لهب إياها كان بعد ذلك الإرضاع بدهر طويل، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" وأوضحه في الجزء الرابع من "الإصابة في تمييز الصحابة" ص ٢٥٠ بقوله: قال ابن سعد: أخبرنا الواقدي عن غير واحد من أهل العلم قالوا: كانت ثويبة مرضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلها وهو بمكة، وكانت خديجة تكرمها وهي على ملك أبي لهب وسألته أن يبيعها لها فامتنع، فلما هاجر صلى الله عليه وسلم أعتقها أبو لهب, وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إليها بصلة وبكسوة حتى جاء الخير أنها ماتت سنة سبع مرجعه من خيبر ومات ابنها مسروح قبلها أ- هـ كلام الحافظ ابن حجر في الإصابة.

خامسا: أن مرسل عروة الذي خرج عليه ابن ناصر الدين الدمشقي وابن الجزري عمل المولد النبوي مخالف لظاهر القرآن كما أوضحه الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري حيث قال في كلامه على ذلك المرسل: "وفيه دلالة على أن الكافر قد ينفعه العمل الصالح في الآخرة" لكنه مخالف لظاهر

<<  <   >  >>