للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاء في إحدى القصائد التي أوردها المؤلف على لسان الشيخ أبي بكر بن سالم على زعمه:

صفت لي حميا خلى ... وأسقيت من صافيها

ثم بعد أبيات قال:

أنا حتف لأهل العذل ... ونار الجحيم أطفيها

أنا المجتبى بين أهلي ... وشفعت في عاصيها

ثم بعد أبيات قال:

وعين الحقيقة عيني ... وأشرب من ساقيها

وفخر الوجود فخري ... أبي بكر لي يحميها

ثم قال:

إذا أفلت شموس الكل ... أنا شمسها ضاحيها

أنا عرشها والكرسي ... وأنا للسما بانيها

لا يخفى على القارئ أن هذه دعوى ربوبية وألوهية في قوله "وأنا للسما بانيها" وما بعد هذا الكفر كفر.

.... الخ هذا الهذيان.

وإذا أوردت للقارئ نماذج من بعض المؤلفات في المولد النبوي الشريف, تلك النماذج التي تري القارئ مبلغ عقول أولئك المؤلفين وعلمهم, وإن أقوالهم كانت في غاية المبالغة في بعضها ونهاية السخف والسماجة في البعض الآخر, وأنها لا تليق تلك الألفاظ الهزيلة بمقام سيد الأولين والآخرين, فإن الواجب على كل من يكتب في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أو في علم من العلوم أن يتأكد من صحة ما يكتب, وأن يترك المبالغات التي تسيء إلى المقول فيه أكثر مما تحسن إليه, لأن تلك الأقاويل التي قالوها وسطروها ستنشر وتقرأ في المحافل والمساجد, ويتأثر بها القارئ والسامع,

<<  <   >  >>