للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحنطة بمئة وعشرين ديناراً (١). كما ذكر ابن كثير بأنه كان بُخراسان (٢) غلاءٌ شديدٌ وفناءٌ كثير، بحيث كان يهمهم أمر دفن الموتى (٣).

كما وقع ببغداد في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة غلاء عظيم وفناء كثير بحيث انعدم الخبز فيها خمسة أيام، ومات من أهل البلد خلق كثير، وأكثر ذلك كان من الضعفاء، وكان الموتى يلقون في الطرقات ليس لهم من يقوم بأمرهم، ويحمل على الجنازة الواحدة الاثنان من الموتى، وربما يوضع معهم صبي، وربما حفرت الحفرة الواحدة فتوسع حتى يوضع فيها جماعة، ومات من أصبهان (٤) نحو مائتي ألف ــــــــــــــــــــــــــــــ


(١) انظر البداية والنهاية ١٥/ ٨٩، والمنتظم ١٣/ ٣٥١.
(٢) خراسان: بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق. وقد فتحت أكثر بلادها عنوة في أيام عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما، وينسب إليها باسم الخراساني. أمّا خراسان في الوقت الحاضر فهي منقسمة بين ثلاث دول هي: روسيا وأفغانستان وإيران وتتكون من المدن التالية: نيسابور، مرو، هراة، بلخ. وغالباً ما تطلق على القسم الشمالي الغربي من أفغانستان .... ومع اتساع خراسان وتكونها من سهول وجبال ورمال، فإنها في جملتها معتدلة المناخ، لطيفة الهواء، ليس فيها مناطق حارة متقدة الحرارة، ولا مناطق باردة شديدة البرودة، وهي قليلة الأمطار. للاستزادة: ينظر معجم البلدان ١/ ٢٨٩، ٢/ ٣٥٠. وخراسان في العصر القزويني ١ ـ ٥ وبلدان الخلافة الشرقية ٤٢٣ وخرسان ٦ ـ ٨.
(٣) انظر البداية والنهاية ١٥/ ٩١.
(٤) أصبهان: مدينة بأرض فارس منهم من يفتح الهمزة وهم الأكثر وكسرها آخرون منهم السمعاني وأبو عيد البكري وهي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن، وعرفت هذه المدينة بعظم خيرات أراضيها ووفرة مياهها وهي تقع اليوم على نهر زندرود وقد نسبت هذه المدينة على ما أجمعت عليها الروايات إلى اليهود الذين أسكنهم بختنصر فيها. انظر معجم البلدان ١/ ١٦٧. انظر بلدان الخلافة الشرقية ص ٢٣٨.

<<  <   >  >>