للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الوجه الثاني: في تخريجه:

الحديث أخرجه الترمذي (١) وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني بشواهده.

* الوجه الثالث: ابن رواحة هو الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة الأنصاري الخزرجي، أحد فضلاء الصحابة وشعرائهم المحسنين، استشهد في غزوة مؤتة، وكان ثالث ثلاثة أمرائها، سنة: ثمان من الهجرة.

* الوجه الرابع: قوله «ويأتيك بالأخبار من لم تزود»، هذا جزء من بيت لطرفة بن العبد في معلقته الشهيرة، وتمام البيت:

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً … ويأتيك بالأخبار من لم تزود

أي يأتيك بالأخبار التي تريدها من لم تكلّفه بها ولم تعطه عليها زاداً، فلا ينبغي الاستعجال عليها.

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتمثل بهذا البيت عندما يستبطئ عليه الخبر، كما دلت عليه رواية أحمد في المسند ولفظها: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا استراث الخبر، تمثل فيه ببيت طرفة: ويأتيك بالأخبار من لم تزود» (٢).

* الوجه الخامس: دل الحديث على جواز قول الشعر وإنشاده والاستشهاد به، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستمع إلى الشعر أحياناً، ويستنشده ويعجبه الحسن منه.

ولا ريب أن للشعر الحسن تأثيراً حسناً على الناس، وهو يحمل في


(١) «سنن الترمذي» (٢٨٤٨).
(٢) «مسند أحمد» (٢٤٠٢٣)، وقال شعيب الأرناؤوط: حديث حسن لغيره.

<<  <   >  >>