للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

طياته كثيراً من التوجيهات الطيبة، والقيم النبيلة والحكم النافعة، ومن ثم أطلق عليه العرب بأنه (ديوان العرب)، لأنه مشتمل على خلاصة تجاربهم ومعارفهم وقيمهم.

وقد روى عمرو بن الشريد عن أبيه الشريد بن سويد الثقفي، قال: ردفت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً، فقال: «هل معك من شعر أُمية بن أبي الصلت شيء؟» قلت: نعم، قال: «هيه»، فأنشدته بيتاً، فقال: «هيه»، فأنشدته بيتاً، فقال: «هيه»، حتى أنشدته مائة بيت (١).

وكان شعر أمية بن أبي الصلت مشتملاً على كثير من الحكم، والدعوة إلى توحيد الله عز وجل، ونبذ الشرك والأصنام، لكنه أدرك الإسلام ولم يسلم!!

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم» (٢). وورد عند ابن عساكر بإسناد ضعيف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «آمن شعره وكفر قلبه».

* الوجه السادس: من اهتمام النبي -صلى الله عليه وسلم- بأمر الشعر ومعرفة تأثيره؛ أنه كان يأمر بالمنبر فينصب في المسجد لحسان بن ثابت -رضي الله عنه- ليقوم عليه ينافح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما ينافح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» (٣).


(١) «صحيح مسلم» (٢٢٥٥).
(٢) «صحيح البخاري» (٣٨٤١)، «صحيح مسلم» (٢٢٥٦).
(٣) «سنن أبي داود» (٥٠١٥)، «سنن الترمذي» (٢٨٤٦)، وقال: حسن صحيح، وصححه الحاكم في «المستدرك» (٦٠٥٨)، والألباني في «مختصر الشمائل» (٢١٣).

<<  <   >  >>